كانت الشمس مشرقة و العصافير تغرد في الحقول و جداول الماء تعزف نشيدها و هي
تهبط من أعالي الجبال ، والأطفال تلعب
في الحارات ، بينما كانت النفوس الخبيثة تضمر الشر و تخطط لقتل الامل في العيون ، كانت تترقب خيوط الفجر لوأدها في المقابر المهجورة ،
اكتملت الخطة السوداء و انقضت قطعان الذئاب على فريستها و خلفها الضباع و الثعالب ، تمزق جسد الوطن ، و سال الدم ،
لم تعد الجداول تعزف نشيدها ، ماؤها أصبح ملوثاً كنفوس أولئك المجرمين ، العصافير هاجرت إلى المجهول خلف البحار ، تركت العصافير أعشاشها للرياح و الثعابين ، و النساء فوق قبور الشهداء كان نحيبها يصل إلى السماء ، و كان تجار الحروب يؤججون النار، يرمون فيها عظام الضحايا ، لا شيء
يبعث على الأمل ، كلما بدا بصيص كان
يغتاله الخسيس بائع الضمير ، ولكنه نسي
أن الأوطان لا تموت بطلقةٍ من فوهة بندقية جبان و أن خيوط الفجر لا توأد و أن القلوب
الطيبة والنفوس الزكية ستعيد إلى الأطفال بسمتهم المسروقة و سيعود الوطن معافى
يعرّش فوق سياجه الياسمين و يعود التلاميذ إلى مدارسهم آمنين.
** بقلمي : يوسف شريقي **