. << عَاشِبَةٌ لَاحِمَةٌ >>
اَسْتَفَقْتُ كَعَادَتِي
بَيْنَ الْإِشْرَاقِ وَ الْلإِبْكَار
أَشْعَلْتُ جِهَازَ الْأَخْبَار
فَإِذَا بِي أتَفَاجَأُ
بِسَلَامٍ سَيَعُمُّ العَالَم
سَيُمْنَعُ فِيه الْقِتَال
هَدْمُ الْمَنَازِل
و تَيْتِيمُ الْأَطْفَال
قُلْتُ رُبَّمَا الضَّمِير
قَدْ صَحَى من شَخِير
والْإنْسَانُ عَادَ هٌوَ الْإنْسَان
بَدَلَ مٌنَافَسَةِ الْحَيَوَان
اِنْتَابَنِي سُؤَال
لِمَاذَا وَسَطَ أَلِيفِ الْحَيَوَان
لَا نَجِدُ هَكَذَا بُهْتَان
الكُلُّ يَعِيشُ فِي أَمَان
لَا أحَدَ يَعْتَدِي عَلَى الْإِخْوَان
الكُلُّ يَعْرِفُ حُدُودَه
وطُقُوسَه دَاخِلَ مَنْظُومَة
مُشْتَرَكَةِ الْأدْوَار
بِيدَ أنَّ وَسَطَ الوَحْشِيَّة
آكِلَةَ اللَّحْمِ وخَاصِيَّة الْغَدَّار
هُنَاكَ هَمَجِيَّة
وَقَانُونُ غَاب
يَجِبُ اِحْتِرَامُه
مِنَ الدَّيْنَصُورِ إلَى الْغُرَاب
وَلِكُلٍّ مَكَانَتُهُ وَ مَوْقِعُهُ
حَسَبَ بِنْيَتِه
وَقُوَّة ِجِسْمِهِ وَذَكَائِه
وَرَغْمَ ذَلِكَ لَا فَصِيلَة
تَخُونُ الْعِرْقِيَّة
أَوْ تَعْرِفُ قُزَحِيَّة الْمِثْلِيَّة
فَعَنْ أيِّ رَاحَةِِ نَتَكَلَّم
وَأيُّ سَلَامٍ نَزْعُم
مَا دُمْنَا لَمْ نَعْتَرِف
بِحٌقُوقِ بَعْضِنَا الْبَعْض
لَمْ نُزِلْ كُلَّ أَنْوَاع
التَّمْيِيزِ وَالبُغْض
وَأَبْقَيْنَا عُمْلَةَ الْمُعَادَلَةِ رَثَّة
وَاحِدُهَا يُسَاوِي سِتَّة
حَقًا نَحْنُ بَنُو الْبَشَر
فَصِيلَتُنَا وَاحِدَة
عَجِينَتُنَا صَلْدَة
وَإِنِ اخْتَلَفَتِ الْعَقِيدَة
وَمُكَوِّنَاتُ الْجُمْلَةِ الْمُفِيدَة
فَلَا نَحْنُ عَاشِبُون
وَلَا نَحْنُ لَاحِمُون
بَلُ كُلُّنَا وَارِثُون
مِمَّا أَكَلْنَا كَاسِبُون
ومِمَّنْ نَحْنُ مَعَهُ مُقِيمُون
بَلْ نَحْنُ الظَّالِمُون
وَبِالْأَمَانَةِ كُنَّا الْجَاهِلُون
يَوْمَ تَنَكَّرَ لَهَا
كُلُّ الْمَخْلُوقَات
وَحَمَلْنَاهَا دُونَ مُرَاعَاة
مَعَايِيرِ الْأَنْسَنَة
فَهَلَكْنَا وَ بَهَتَتِ الْحَسَنَة
حَتَّى تَشَابَهَتْ فُصُولُ السَّنَة .
/عبدالواحد الكتاني . ( 24\11\2023 )