عصر الجليد !!
سلام لكل روح ذبحت تحت جنح الظلام وبين الركام أو ذبحت أمام أعين الجميع فى النهار والناس قيام!
لا عذر لأمة مكتظة بالسلاح والرجال ولا ينقصها المال لكنها أمة مجزأة لأجزاء وكل جزء يحسب نفسه أمه!
ويل لأمة لا تسمع صوتها المرتفع إلا فى تشييع الجنائز بين القبور أو فوق خشب المسارح بين الجمهور!
ويل لأمة تكثر فيها الطوائف والمذاهب وتخلو من روح الدين!
ويل لأمة تنتظر من جزارها أن يكون رحيما بها وتتسول منه أمنها وقوتها ودوائها وسلاحها وما ترتدي وما تمتطي وما تتواصل به وما تتعامل به !!
ويل لأمة تمد يدها لتسلم على قاتل أطفالها وتتسول منه الحياة!
ويل لأمة تموت أطفالها الخدج لعدم قدرتها على توفير ذرة أكسجين لهم !
ويل لأمة ساستها مغيبين ورجال دينها منقادين وحكامها عاجزين!
ويل لأمة تجيد فن الرقص والتضليل فوق جثث الأطفال والنساء!
ويل لأمة تنال فى الرقص أعلى النياشين وفى الغناء أفضل المغنين وبالقتال أصفار طوال السنين!
ويل لأمة حكمائها تم إخراصهم وتوفر لسفهائها أبواق من ذهب!
يا أبنائي أبناء هذه الأمة أعلموا أنكم أيتام فوق هذه الأرض إن إقترب عدوكم وقد قرب فليحمل كل فرد فيكم سلاحه الذى يدافع به عن نفسه وقاتلوا مع جندكم
ويجب أن تحملوا هم أمنكم وأمانكم لا تنتظروا أمانا من أحد إلا الله فقد فقدتم أبائكم وأمهاتكم ولا تعولوا كثيرا على ما تجود به الأرض تحت أقدامكم فهى ليست لكم بل لعدوكم الذى يتم التعامل معه كفاتح عظيم وليس كغازي لئيم!
أيها الأيتام الذين تقذف بهم كل دقيقة الأرحام الحياة تتغنى بكم لكن عدوكم كل همه وأدكم فى مهدكم ورغم ذلك إنا نحسدكم
لأنكم لم تبلغوا حد الإدراك مثلنا فما أفظع أن تتمزق من الإدراك قلوبكم وتزهق من البشاعة أرواحكم ويمعن فيكم قتلا عدوكم رغم الثروات التى تحت أقدامكم والسلاح الذى تعج به خزائن جندكم!!
يا أبنائي أبناء مدن الأيتام الكبيرة الواسعة الشاسعة الغنية بكل الخيرات لا تيأسوا من روح الله يوما ما سيأتي الربيع ويذوب الجليد ويذهب السقيع وتنبت البذور بعد طول ثبات وتجرى الأنهار وتنبت الأشجار والأزهار
فوق التلول وحول الأودية والغدران ونودع هذا العصر الكئيب عصر الجليد التى تجمدت فيه مشاعر من يحكمون الأرض ويتبدل بعصر جديد تحمل فيه الحكام قيم العدل والخير والجمال فالأحرار لن يعدمهم العالم فجيناتهم محمولة عبر الأجيال أوجدهم الله الكريم المتعال
بقلمي د.عبدالحليم محمد هنداوى شاعر وكاتب شرق أوسطي يعاني فى عصر الجليد.