كفى كذباً
عرفناكمْ
مللناكمْ
كرِهنا قولَكمْ : إنَّا لكم سندٌ
و إنَّا إخوةٌ عربٌ .
أمَا التَّاريخُ يجمعُنا
كَعُضوٍ إِنْ شكا يوماً بكى جَسدُ ؟
- كفى كذباْ
فَلَستُمْ إخوةً أبدا
و لا سنداً
و لا عرباْ
كفى كذباْ
.......
هنا نحيا بأرضٍ لا تليقُ بكم
فكلُّ ترابها قُدْسٌ
و مَوتُ شبابِها عُرسٌ
بحلمٍ ليس يشبهُكمْ فلا عجزٌ و لا يأسُ
فهل للدَّمعِ مِن نفعٍ إذا سُكبا
و أيُّ مشاعرٍ تَرقى
و أيُّ عباءةٍ تَرقى
و هلْ قِممٌ مُقيَّدةٌ
تَلُوكُ مشاعراً نزفتْ شعاراتٍ مدجنةً
تُرَى ترقى
كشفناكمْ
تَقَيَّأْنا مشاعرَكمْ
سَئِمْنا مِنكُمُ الخُطَبا
كفى كذباْ
.......
هنا التَّاريخُ نَسطُرُه بمفردِنا
نَصوغُ الموتَ قافيةً
و نكتبُ نصرَنا بدمٍ
و أشلاءٍ إذا انتَثَرتْ
تُعانقُ في المدى شُهُبا
و نؤمنُ أنَّنا باقونَ
رغمَ إرادةِ الشيطانْ
رغمَ الصَّمتِ و الخِذلانْ
رغمَ تَكَالُبِ الدُّنيا على غَدِنا
و تَنديدٍ أتى هَزِلاً خَجولاً
يَرفعُ العَتَباْ
كفى كذباْ
.......
هنا عَجَبٌ .... فهل أدرَكتُمُ العَجَبا ؟
هنا فردٌ كأمَّتِنا
قديمٌ ، آدَمِيَّتُهُ من الصحرا بلا ألوانْ
حَوَارِيٌّ يرى في الطُّور مدرسةً
و صوتُ حِراءَ يَسكُنُهُ
يُزَمِّلُهُ
يُدَثِّرُهُ
و إِنْ يُنذِرْ تَرَقَّبْ بَعدهَ الطُّوفانْ
كَبحرٍ دونما شُطآنْ
كَفجرٍ يصنعُ العجبا
أَ آمنتمْ ؟!
أمِ ارتَبتمْ ؟ و لَمَّا يَدخلِ الإيمانُ
قلباً ما اكتوى غَضَبا
كفى كذباْ
.......
هنا روحٌ يُضيء جمالُها أبدا
تزغرِدُ فارقَتْ جَسدا
تَمُدُّ إلى السماءِ يدا
تُمَزِّقُ دونَها الحُجُبا
و عزمٌ ليسَ يُرهِبُه مِنَ الطَّاغوتِ
مَنْ عادى و مَنْ حَشَدا
و لا يحتاجُكُمْ مَددا
فَلَونُ دِمائِنا فجرٌ
و نَزفُ جِراحِنا طُهرٌ
سَيغسِلُ عنكُمُ الرَّمَدا
و يُتْبِعُ دونَكُمْ سَبَبا
و يَصرُخُ في وُجوهِكُمُ
كفى كذباْ
2023/11/1 عدنان الحمادي