شهبندر الْعُشَّاق
يَهْوَى الصَّبَابَة
و مُهجًا بِالشَّوْق ، دِمَاؤُهَا تُرَاقْ
و السِّنِينُ سَلْوَى
يُطيِّرُها فِي الْهَوَاءِ كَمَا الْأَوْرَاقْ
يُقطِعُهَا إنْ شَاءَ
و إنْ شَاءَ أغرقها فِي أُجَّجِ الْأَحْدَاقْ
هَلْ تَعْرِفُونَ مَنْ هُوَ ؟
أَ وتعرفون شهبندر الْعُشَّاقْ؟
هُوَ الصِّدْقُ إنْ لَاحَ فِي شروقه
سَبَتهُ الظُّنُون الثَّكْلَى للْغيومِ فِي الْآفَاقْ
هُو الْإِنْكَارُ وَ الْكِتْمَان
هُو وَأْدٌ لاَبُدّ لِلْحبّ فِي الأعْمَاقْ
قَد يُقَارِب بِحُسْن الْفِعْل مَدَاه
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ؛و يَعُود فَمَا أقساه بِلَا إشْفَاقْ
قَدْ نَهَيٰنَا عَنْهُ الْأَفْئِدَةَ و نَأَيْنَا
فَاللُّبُ الْيَوْمَ و الْقَلْبُ فِي اتفَاقْ...
مَا كَانَ يعنينا فِي شَيْءٍ
أَنْ نَقِفَ إذَا سُئِلْنَا ، أَنْ نَقِفَ للقُطّاعِ و السُّرَّاقْ
هُوَ الطِّيبُ نَهْجٌ و إنْ تَأفَفنَا
و الْحَطَّابُ قَدْ غَنَى للْجذعِ فِي لِينٍ قَبْلَ جُرْمِ الِاحْتِرَاقْ
يَا سَاقي الْمَرَارَة ، اكْتَفَيْنَا
عَلَى جِيدِ الْأَيَّام سِيَاطُ الذِّكْرَى يَرْسُم مساره فِي السِّبَاقْ
تَوَالَت الْأَقْوَالِ بَيْنَ الْكَرّ و الفرِّ و مَا رَأَيْنَا
بِفِعْل التِّيه سُمًّا يُدَسُ فِي عَسَلٍ فيُذاقْ..!!
سيُكْشَفُ لُؤْمهُ مَهْمَا امْتَزَج بِالْحَلَاوَة
و ستَكشِفُهُ مَهْمَا تعثرتْ غِشَاوَةً، فِيه الأرْماقْ
شهبندري ، شهبندري يَا رِفَاقْ
هُو بَكَارَةٌ عَلَى قِمَم الْهَوَى
قَدّمَتْ قرابين اللِّقَاء مِنْ أَجْلِ الْبَقَاء فَإِذَا هِيَ رُوحٌ آثَّرَتِ الازْهاقْ
و إذَا هِيَ عَيْنٌ ، مَا أفْجَعهاَ
إذَا تكالبتْ عَلَيْهَا سُبُل النِّفَاقْ
أَنْتِ الْحُبّ يَا لَيْلَى و الصَّحْرَاء نَجْعَلُهَا بَحْرًا ..
و نَسوقُ إلَيْكِ كُلّ مَا قَدْ لَا يساقْ!
أَنْتِ الْكُلُّ يَا لَيْلَى
ذَهَب الْكُلّ و تَاهَت لَيْلَى فِي لَيْلَةٍ تَهَدّدُ الوعودَ بالاخْتِنَاقْ
سَقَط نَرْدُ الْغُفْرَان بأحضانِ الصَّفْح مَرَّاتٍ و مَرَّات
دُوبارَة و دُوسِيه و درجهار و دَبَش و دُشِش و لِكُلّ لَعبةٍ نِهَايَةٌ و أَخْلَاقْ
فَأَيْنَ الظَّنُّ مِنِّي حِينَ رَأَيْتُ بعيني
و أَيْن الْحَقِيقَة يَا سَامِيَة الرُّوح يَا رقيقَة فِي زَمَنٍ يَتَلَبَّس البُهَاقْ
و يَرْمِي بِالسَّوِيَّة جَانِبًا
و يُعَانِق الزَّيْف و الِاسْتِثْنَاءِ فِي وِفَاقْ
يَا خَيْط الرّوحِ وَ الْأَسَى مَوْرُوثٌ بزُمُردَة
و الْحُزْن نَهْجٌ و الرِّضَا مِلَّةٌ أجاهر لَهَا بالاستسلام و الِاعْتِنَاقْ
لِكُلِّ فِعْلٍ رَدُّهُ ، فالطبيعة تُكَرِّرُ أصداءَها
سَتُساقُ الْمَشَاعِر كَمَا الْأَرْوَاحُ إلَى مُنْتَهَى الانسياقْ
إلَى حَيْثُ بَدَأَتْ
إلَى حَيْثُ قُطِعَتْ كَبَدٌ و أُزهقَتْ بِلَا ذَنْبٍ أَعْنَاقْ
شهبندري لَهُ يَدٌ لَا تبطشُ مَا عَادَ لَهُ الْيَوْمَ مِنْ سُلْطَان !!
فَهُوَ بَعْدَ غِنَاهُ فِي عَهْدِي ، مَسْكَنةُ رُوحٍ تُعافِرُ الْإِمْلَاقْ
يُهَدِّد بِالْأَيَّام ، فيُضْحكُني حِينَ يَعُدُّهَا و يَتَظَاهَرُ بِأَنَّه يُهْمِلُهَا
و أُشْفقُ عَلَيْهِ مِنْ حَجَرٍ تَأَصّلَ فِي صَدْرِهِ لَا يَلِينُ و لَا بِحَدِّ السَّيْف يُشاقْ
ظَنَنَّاه نابضًا بِالْحَيَاة
فَهُو فَقَط مُجَرَّد أمْشاقْ
و الْحُرَّة و إن تعثرت فِي حَصَى و رِمَال
قَامَت تَنَفَّض رِجْلِهَا المحنى مَع خُيُوط الْإِشْرَاقْ
يَظْهَر و يَتَّضِح وشمها و زِينَتِهَا جَلِيًّا
هِي حِنَّاءٌ حَرّة لَا يطغى عَلَيْهَا طِينٌ ، تقْرَع
و تُنَادِي فِي صَمَّم الْأَفْئِدَة مَعَ كُلِّ خُطْوَةٍ بِلَا أبْوَاقْ
فتهفو إلَيْهَا الأَرْوَاحُ بِالْعِفَّة تَتَلَبَّسُ حُسْن الْأَثَرِ
و الْحَادِي كُحْلُ مَدْمَعٍ يَعْرفُ طَرِيقَ الْحُجَّاجِ فِي لَيْلٍ ذِي ظُلْمَة حَقَّتْ عَلَيْهِ دَعْوَى مُسْتَحقَّةٌ بالإحْقاقِ
و مِيزَان الرُّوحُ عَلَى سَجِيَّتِهَا يَكِيل ،
لَا يتوه عَنْ صَاعٍ و لَا بَاعٍ مَهْمَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الأَوْساقْ.
شهبندر الْعُشَّاق
مارياغازي
الجزائر 2023/11/09
------------------
شهبندر: اسم أسرة تركي من أصل فارسي،
معناه: شيخ ، رئيس و مركب من "شاه: الملك"، و"بندر: الميناء.
دُوبارَة و دُوسِيه و درجهار و دَبَش و دُشِش : مصطلحات بلعبة الطاولة أو النرد و هناك من يتداول هذه العبارات ان تصادفت الأرقام نفسها( 2-2 دوبارة،3-3 دوسيه،4-4درجهار،5-5 دُبِش،6-6 دُشش).
البُهَاقْ : مرض جلدي يحدث بسبب فقدان لون الجلد الطبيعي .
خَيْط الرّوحِ: أو "الزروف" إكسسوار تقليدي جزائري نسائي يتم ارتداءه في الجبين ,عبارة عن عقد مصنوع من الذهب و مزين بالجواهر النفيسة.
الإملاق : الفقر و العَوز.
يشاق : يُخالف.
أمشاق: ما صبغ بالطين الأحمر.
أبْوَاقْ: جمع بوق، آلة موسيقية معدنية يُنفخ فيها .
الحادي: الذي يسُوق الإبَل.
الأَوْساقْ : جمع وسق : كيلةٌ معلومة، وهي ستُّون صَاعًا.