" دثار واحد يكفي"
لا عتاب ' لا عذاب
دعوا التراب يضمني '
دعوا العيون تستكين '
للحلم الأخير ' للرحلة الكبرى '
فها هنا اصفرت كل أوراق الشجر '
انطفأ القمر ' ساد الضجر '
كل الأحبة غادروا ' في درب المستحيل '
وبقيت وحدي ' كالمحال في قمم الخيال '
ومن هنا انبلج فجر العائدين ' هكذا
قال أحد الذاهبين ' لكن لا عتاب '
في زمن السراب ' والضباب '
دعوا البكاء يتيماً ' كما أنا ' فإن
الورد يذوب كالثلج إن كان عقيما '
تمهلوا قبل انهيال الثرى ' ففي جعبتي
بعض من صور ' شيئا من كلام '
مازلت أحب أن أبقى قليلاً ' قليلاً فقط '
مازلت أرغب في ثغر الحياة ' إلى حين '
ولا عزاء ' لمن يلتف بدثار الانتحار '
سأكتب وصيتي الكبرى ' على شغاف الورد '
ألثم جبين كل أطفالي ' أقهقه بلا سبب '
أثور ' أدور ' أغني ' أبكي ' اقترب أو ابتعد '
لا فرق أن كنت دنوا من التراب ' فالآن
تساوت الأشياء كلها ' ثم تجبرت '
لكن لا بد من لقاء آخر سوف يجمعنا '
لا يشبه هذا اللقاء ' حينها يكون الانفجار '
أيها السادة ' لا عتاب ' لا عذاب '
دعوا التراب يضمني ' ثم ارحلوا ...
وليد.ع.العايش
١٧ / ١١ / ٢٠٢٣ م