كلنا مسؤول وراع فهل من واع!؟
مجرد سؤال..........؟
لاجدال ان الطفولة كاهم مرحلة ، تتطلب منا التنشئة السليمة ، إذ تستدعي عناية واهتماما خاصين لتربية الاطفال وتنشئة الاجيال تنشئة سليمة غير معطوبة ,وتكوينهم التكوين الصالح الناجح والنافع الناجع لجيلهم والمنسجم وعصرهم دون افراط او تفريط .,ذلك ان التربيةفن وابداع يتغيا صناعة المستقبل بكل موضوعية ونجاعة مع تدبر وبيان ثم حكمةوبراعة.من هنا تبقى,من اولى الاولويات للوصول الى هذه الغاية دراستها ,فهمها وفهم قدراتها وطرق التعامل معها مسالة ملحة وحتمية ,ذلك ان شريحة الاطفال في مجتمعاتنا العربية عامة، والمغربية خاصة تشكل نسبة واسعة في المجتمع مما يتطلب منا اهتماما اعمق ,وعناية ادق .,وما هذا الاهتمام او تلك العناية والرعاية الا اللبنة الاساس لرسم استراتيجية مستقبل واضحة المعالم ,ووضع خريطة طريق معبدة المراسم محددة الاهداف والمرامي وكذا الغايات. فكيف يكون الامر اذن الآن ،ومع كل ما بتنا نراه ونسمعه لنتساءل بحرقة،. عن مسار صار رهينة يئن بين السندان والمطرقة ومصير بات في عالم المجهول واللايقين .....؟ ولن اخالف الحقيقة اذا قلت، إن دراسة الطفولة في الواقع العربي عامة والمغربي خاصة,لم ترق بعد الى الاهداف المتوخاة منها،حيث
لم تاخذ لا حقها ولا مداها ,بل يقتصر الامر على محاولات مبعثرة هنا وهناك لا تلقى اي صدى في المجتمع ., والا ما كنا لنرى ما نراه او نعاني منه بمرارة كاباء او مربين من انحراف وعنف فئة ,وانجراف اخرى واصطدامها بتيارات وظواهر غريبة حيث جرت اطفال الشوارع ,والمشردين والمجرمين والمتطرفين والمشرملين بالجملة ., والامهات العازبات وهن بعد طفلات ,و..و..
ولنقل باختصار إنها نتيجة طفولة مغتصبة معطوبة...!
وهكذا تجدني أتساءل بمرارة.، عن دور المجتمع المدني و مردودية ما قدمه من تحصين، وحماية،ومساعدة، لهذه الشريحة الاهم من المجتمع ، حيث تمثل الحاضر والمستقبل؟ وعن الكيفية النافعة الناجعة التي نهجتها لربح الرهان المنتظر المرغوب والمطلوب؟
ليبقى السؤال الاهم وبشكل مشروع اذن"كيف علينا ،أن نتعامل مع طفل اليوم ، لاسيما في خضم هذه الأحداث والمستجدات العالمية ،و التي باتت تفرض علينا حمولتها ، المختلفة والمتباينة ، ولعل الامر يتطلب منا اليوم،. استبصارا مستنيرا وفطنة امهر واثمر ، و اكثر من اي وقت مضى؟" اذ اضحت المسألة ، اكثر الحاحا من ذي قبل نظرا لاسباب شتى ,اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
_تسلط وتسلطن العولمة بما اكتسحت به العالم , وفرضته من ثقافات غربية غريبة عنا ,لم تتهيا لها مجتمعاتنا بعد بالشكل الناضج الواعي والمسؤول.,حيث اخذت الشكل دون المحتوى او الجوهر،او النواة الأصل,منبهرة ببريق اضوائها منجذبة باطياف وشبح الوانها ., فانشغلت بالكم دون الاهتمام بالكيف ،وكما نعلم جميعا ان كل فرد ماهو الا نتاج بيئته الثقافية، التي تكون شخصيته بتفاصيلها الكبيرة منها والصغيرة,وتتحكم بنموه الفكري واليات التفكير لديه ,مما قد يشكل خطورة في تنشئة الطفل.، تنشئة تتذبذب بين ثقافتين مختلفتين او اكثر .,. وعندما نقول ثقافة نقول انتماء ,فكر,لغة,تاريخ.فلسفة ,ايديولوجيا,اصالة نقول هوية.
فهل هناك يا ترى من خصوصيات للطفل العربي عامة، والمغربي خاصة ضمن هذا الزخم المتعدد والمتجدد وربما الامتناهي من الثقافات الكاسحة والمتجددة الطاغية والمتغطرسة باسم العولمة في شبه غياب لدراسات عن الطفولة العربية المغربية ,وابحات واختبارات او استطلاعات مع احصائيات وبيانات للنتائج التي تفرزها وتستقيها من الواقع العربي المغربي لتكون مدخلا لفهمه ودعمه او اصلاحه وتقويمه؟؟؟ _اقتحام اعصار التكنولوجيا الجديدة المتجددة المحمومة بالتغيير والاباحة والتفاهة المقيتة، والحرية اللامسؤولة ., أسرا لا زالت تصارع من اجل لقمة عيش او رغيف خبز بكرامة.,بل استلبت عقولا لا زالت تحارب الامية والجهل والفقر والبطالة والمرض وتقاوم بكل ما اوتيت من قوة بغرض البقاء وحسب. _ناهيك عن استهتار بعض وسائل الاعلام , ولا مبالاتها بما تقدمه لنا ولناشئتنا اليافعين الاطفال المراهقين ,ناشدة الربح المادي على حساب الانفساخ الخلقي او الانحلال ،بل الى حد التفاهةو اللامعقول وربما ماخفي كان ...العبث، والتيه ,والسخف احيانا في ظل اسر ,كان ولا زال ,وسيظل عمادها التربية ,والاخلاق والفضيلة,والحياء ثم الحياء .ولا حياة دونه او سواه في مجتمعاتنا العربية الاصيلة عامة والمغربية بصفة خاصة. _ولن انس طبعا انفلات زمام الامور بالنسبة لبعض الآباء ,مما يجعلهم يتملصون هم ايضا من مسؤولياتهم تجاه ابنائهم متشدقين وربما متباهين ب"انفتاحهم" على ثقافة الغرب وممارسة عاداتهم وتقاليدهم دون تؤدة اوموعظة مفتخرين بتحضرهم الفارغ المزعوم ,وتحسرهم الساخط المشؤوم عن ما فات وما هو آت .
وصدق من قال "إن الاشياء التي تصنع عظمة الانسان هي التي تقبره".ولعل هذا هو اكثر ما يزلزل كياني .,ان تدفع طفولة بريئة فاتورة هذه الحضارة المندفعة دون كوابح .,وفي شبه غياب لحصانة اومناعة واقية لها , ذنبها الوحيد هو انتماؤها لعصر جعل من الكون قرية صغيرة .
و لعلنا و نحن نتحدث بحرقة عن طفل اليوم ,فمن باب الانصاف والموضوعية ان نميز اكثر فاكثر بين قضايا الطفل وحاجيات الطفل ,لاننا في العمق نتحدث عن اطفال ,وليس عن طفل واحد ,(طفل المدن ,طفل العمال,طفل الفلاحين،طفل...و...طفل... فكل طفل له مرجعياته العرفية الاساس التى يعتمدها انطلاقا من بيئته وطريقته في حديثه عن نموه الفكري المعرفي والجسدي والوجداني العاطفي ومن ثم عن احتياجاته الخاصة ومن منطلقه الخاص .فكلنا يدرك ان طفل اليوم هو رجل الغد .،طاقته عدته ،بل نواته وجوهره.فهو اذن.، مسؤولية و امانة وليس بضاعة او رهينة. ولعل هذا الامر يستدعي منا عناية ورعاية أرقى وتربية وتنشئة ابقى من هنا وجب التطرق الى مسالة تكافؤ الفرص اهي وهم ام واقع ؟ واي مسار اومصير لهؤلاء الأطفال والناشئة اذن مع معطيات المستجدات الاخيرة،وما تحاول ان تفرضه فرضا كواقع، فلنتريت ونتدبر الإشكالية بالعقل الراجح الحكيم الناجع، للحاضر والغد والمستقبل .،فكلنا مسؤول وراع فهل من واع..........؟
دة.امال السقاط الضخامة.