قصة قصيرة /
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
((( ملك يتخلى عن مملكته ٠٠!! )))
في جزيرة معزولة عن العالم كان يوجد ملك ورثها عن آبائه و أجداده وظل يحكم قرابة نصف قرن فقد تقلد مقاليد الحكم وهو صبي حيث كان تحت رعاية أمه و في كنف أعمامه و قبيلته وساد الأمر على أحسن حال و لكنه أتخذ أخيرا بطانة سوء برغم الكل نصحوه و حذروه من العاقبة و الم المآل لكن السلطة أصبحت ليست في يديه بعد فوات الأوان وحدث انقسام في التأييد و المعارضة و نشب في نظامها الصراع و الشقاق و عم السخط بعد الرضا ٠٠
لكن كانت المملكة قوية و الأمور طيبة فسواد الناس يجيدون كل شيء شيء في بساطة ودون عناء ٠٠
لكن النخب داخل المؤسسات و الهيئات بالمرصاد و في صدام مع الأجهزة في استمرار ٠٠
و الملك في حالة غضب و ثوران داخلي تارة يأنبه ضميره و أخرى يصمت كي تمر الأيام ٠٠
و ذات مرة رفع المعاناة ماديا و معنويا و قلص القيود و أعطى الحرية و التعبير و الرأي و النقد و سمح إلى وسائل الإعلام بث الحقائق دون مراقبة ٠
و خفضَّ موكب الرئاسة و الحراسة و تكاليف الإنفاق في ترشيد في نواحي المجالات ٠٠
ثم عزم على التخلص من القيادات و عزلهم و حبسهم لكن القرار ليس بالسهل المراد ٠٠
ففعل ذلك ثم أصدر قرار و جدد الدماء في مملكته العتيقة في نظام يواكب العصر و تطور الحياة ٠٠
ثم خطب خطاب في جموع مملكته و جاء في خلاصته و شرح تجربته إنه سوف يتخلى عن الحكم و لا يعهد إلى أولاده قط ٠٠
و سيخرج بعد انتخابات حره نزيهة لما يشارك فيها و لم يساند أي طرف او حزب كي يؤسس إلى ديمقراطية يشهد لها العالم ٠٠
وفعلا حدث ذلك على أرض الواقع وفرح البسطاء و حمق عليه الأغنياء في تلك اللحظة ٠
و هذا عندما صحح المسار و وصفوه بأنه صاحب الفساد و ظلوا له بالمرصاد حيث أضاع عليهم مكانتهم و العبث بالكيان ٠
و بعد أن استقر الحال خرج يتنزه في شوارع المدينة دون حراس و يستمتع بمصافحة عامة الناس و يستمع إلى حديثهم ٠٠
و يأكل في مطاعمهم و مقاهيهم فرحا مسرورا بتحرر من السلطة و العزلة و الانخراط بعفوية في هذه الحياة ٠٠
و ذات مرة ذهب إلى ملعب الشعب يشجع فريق مملكته السابق الذي كان يدعمه كالعادة ٠٠
أطلقوا عليه الرصاص و تم تقيد الحادث إلى مجهول و تظل القضية قيد البحث و تتعقد الامور و يسود الهرج و المرج و تعم الفوضى البلاد ٠٠
و يتسائل الكثير من المستفاد وراء هذا الحدث و الانفلات ؟! ٠