نَغْمَة نَشَاز
أحيانًا تأتي مُتأخِّرًا
لأنك منذُ البداية
لم تتخذ القرار
أحيانًا تَجلس وحيدًا
هروبًا من الواقِع
حتى لا ترى النَّاس
أحيانًا تهرب
من نفسك
وتجلس في
أول مَقْهى
مُسْتمِعًا إلى أصوات
الثرثرة
وتعيش روحك
أكبر مُعاناة
أحيانًا تكتب
خواطرك على ورقة
مُعْتَقِدًا أن
الحرف والكلمة
ستنقدك
وما ذاك البوح
وتلك الفَضْفضة
إلا كثرة وجعٍ وآه
أحيانًا تغوص
في التأمل
وإذ بك تائِه
يبحث عن عنوان
أحيانًا تشمأز
وتَنْفُر من الحياة
فتدفن نفسك
بين كتبك
ودفاترك القديمة
تمسح الدمع لوحدك
تقول مُتحسّرًا
كانت هناك حياة
أحيانًا لا شيء يُقال
تضع الصمت في
قَبْضة يدك وبجانبك
هاربًا من
الجهلُ المُركّب
ونَغْمة نَشاز
أحيانًا يقودك
بِخطواتٍ ثابتة
الفِكْر والخيال
إلى أجمل مكان
ومن كلِّ حَدبٍ وصَوْب
تأتيك مُجتمعة
الذكريات
فترتسم بسمة خفيفة
على الشفاه
ما أروع وما أجمل
تلك اللّحظات
🖊الحسين صبري