أحزان جورية كانون الثاني
أطالَ الكُمُّ بقاءَ الحُسنِ
المُتَجدِّدِ فيكِ
أيا جوريّةَ كانون الثاني
شابَ الحُمرةَ فيكِ سوادٌ
يحكي الحزنَ الغائرَ في الأعماقِ
أعماقِ التربة
أعماقِ الماءِ
أعماق ِقلوب الفقراء
من البردِ القارصِ
أشعرُ أنكِ والدمعُ على صَفَحاتِكِ
يهملُ
ليسَ ندىً كالعادةِ
حينَ يُرَقْرق بالعَبَقِ المُذهِل
تأبيْ أنْ يَتَبسَّمَ ثَغرُكِ
تنتظرينَ العودةَ
للأحبابِ
منهمْ يأوي تحتَ خيامٍ مُهتَرِأة
منهمْ تلعبُ أوداجُ الموجِ بهم
في عرضِ البحرِ
منهمْ يوخزُهُم فيضُ حنينٍ
لديارِ الأهلِ
وَتلفظُهُ أنيابُ الغربةِ
واللَّوْنُ المارونيُّ بخيطِ سوادٍ
في أطرافِ وُريْقاتكِ
لحنٌ غارَ بقاعِ الروح
يترجمُ لغةَ الحرمانِ
لغةً ينخرُ فيها المعنى
وهوَ يفتِّشُ عن حرفٍ يستوعبُ
ما يحملُ من إذلالٍ ومهانة
في المنفى
جوريّةُ كانون الثاني
طَيّاتُ لَفيفِ الأوراقِ
بها خطَّ العبقُ المخبوءِ
تَعاقبَ ما خَلَّفَهُ
الرومانُ على أرضِ النهرين
تَكوَّرَ في دَوَرانِ الورقِ
تاريخٌ أسود
د. محفوظ فرج المدلل