بقلم ✍️🏻 وإلقاء
د. عارف تكنة
(من بحر الطويل)
((السَّانِيَة))
سَنَتْ سَنْوَ سَقْيٍ مِنْ سُنُوِّ سِنَاوَةٍ
لِتَسْقِيْنَنَا والْمَاءُ فِي الْعَيْنِ نَابِعُ
سَقَاءَ ارْتِوَاءٍ لَا يُغَيِّضُ هَمْعَهَا
بِمَجْزُولِ جَزْلٍ حِينَ يُظْمِئُ لَافِعُ
ولَوْ بَاتَ كُلُّ الْجَمْعِ يُدْلِي بِدَلْوِهِ
لَمَا أَحْسَرَتْ دَلْوًا ومَا جَفَّ نَاقِعُ
سَنَتْ أَرْضَ بِكْرٍ عِنْدَ وكْفِ مَعِينِهَا
ومَاسَتْ غُصُونٌ حِينَمَا طَلَّ فَارِعُ
بِكِ الْحَقْلُ مُخْضَرًّا وقَدْ لَانَ عُودُهُ
وأَزْهَرَ إِزْهَارًا فَبَانَتْ مَطَالِعُ
تُطَالِعُ طَلْعًا حِينَ وَافَى وفَاءَهُ
فَأَثْمَرَ إِثْمَارًا وجَادَتْ مَزَارِعُ
دَنَا الْقَومُ مِنْهَا عِنْدَ كُلِّ رُبُوعِهَا
وأَرْبَعَ إِرْبَاعًا ومَا خَابَ رَاتِعُ
تَعَكَّفَ إِنْسٌ حِينَ آنَسَ سَانِيًا
وأَنَّسَ تَأْنِيسًا فَذَا الْبَونُ شَاسِعُ
بِمَا كَانَ كَائِنًا ومَا صَارَ مَوئِلًا
فَأَضْحَى نَفِيعًا حِينَ يَنْفَعُ نَافِعُ
بِمَنْفُوعِ نَفْعٍ وانْتِفَاعٍ بِنَفْعَةٍ
تَرَيَّعَ نَاسٌ؛ ذَلِكَ الرًّيْعُ رَائِعُ
تَنَاقَلَ نَقْلًا بِانْتِقَالٍ ونَقْلَةٍ
وقَدْ ذَاعَ فِيهِمْ ذَلِكَ الصِّيتَ ذَائِعُ
فَشَاعَ شُيُوعًا فِي بَهَاءٍ وغِبْطَةٍ
بِكُلِّ صَفَاءٍ حِينَ نَاصَعَ نَاصِعُ
فَأَحْيَتْ مَوَاتًا بَعْدَمَا كَانَ جَدْبُهَا
جَدِيبَ يَبَاسٍ؛ جَادَ بِالْحُسْنِ طَالِعُ
فَكَانَ بَهِيَّا؛ قَدْ تَبَاهَى بِبَهْوِهَا
بِبَهْوِ رَغِيدٍ حِينَ أَبرَعَ بَارِعُ
فَمَكْفُوفُ كَفٍّ؛ مَا تَقَطَّرَ عِنْدَهَا
وَمَا عَادَ دَمْعٌ حِينَ جَفَّتْ مَدَامِعُ
فمَهْمُوعُ هَمْعٍ حِيْنَمَا سَالَ سَيْلُهُ
تَدَفَّفَ دَفْقًا حِينَ أَهْمَعَ هَامِعُ
بِسَحِّ سُحُوحٍ مِنْ مُغَيْدِقِ غَادِقٍ
تَقَصَّعَ زَهْوًا حِينَمَا بَانَ قَاصِعُ
عَلَى قَصْعَةٍ مِنْهُ تَحَسَّى حَسَاءَهُ
هَنِيئًا مَرِيْئًا؛ ذَلِكَ النَّجْعُ نَاجِعُ
تَغَنَّتْ بِأَيْكٍ حِينَمَا حَانَ نَفْحُهَا
بِرَجْعِ صَدَاهَا حِينَ يُطْرِقُ سَامِعُ
هَدِيلُ حَمَامٍ عَادَ يهْدِلُ هَدْلَهُ
بِمَهْدُولِ صَوْتٍ نَاحَ يَسْجَعُ سَاجِعُ
فَأَحسَنَ صُنْعًا(فَالِقُ الْحَبِّ والنَّوَى)
بَخَيْرِ صَنِيْعٍ حِينَ يَصْنَعُ صَانِعُ
كَذَا الْمَاءُ أَحْيَا (كُلَّ شَيْءٍ) بِأَمْرِهِ
بِأَمْرِ رَحِيمٍ حِينَ يُوسِعُ واسِعُ
(لَنَا لَا عَلَيْنَا) ذَاكَ بَعْضُ دُعَائِهَا
فَكَانَ جَوَابًا؛ حِينَ يَسْمَعُ سَامِعُ
بِجُودٍ لِجَوَّادٍ فَذَا الْجُودُ جُودُهُ
لِنَوْلِ مَنِيلٍ؛ مَا تَمَنَّعَ مَانِعُ
د.عارف تَكَنَة