من رسائِل جودي آبوت لصاحب الظل الطويل . .
عزيزي يا صاحِب الظِّل الطويل ..
لقد حلَّ الشتاء من جديد ودخلنا في المربعانية .
فصل الخير والغوث من رب السموات.
فصل التقاء قطرات المطر بتراب الارض القاحلة .
و مازال ظلك محبوس تشتاقه روحي العطشى اليه.
أخاف أن يكون عمري ليلُ صحراء مظلم في شتاء لا غيث فيه ولا دفء ولا نور ولا ربيع مزهر يأتيه.
يقول المترفون:( أن البرد يشبه الغياب وأنهم يرتجفون من ألم الفراق وهم بجانب لهيب النار.)
وياليتهم ذاقوا وخز أبر الصقيع على أطرافهم المبلولة بالذلِّ والعارية عن مقومات الحياة.
ياصاحب الظل الطويل:
نعيش على هامش الحياة في نفق سرمدي الظلمة.
صقيعٌ كالحٌ عقيمٌ قد أُنسِيّنا كيفية العيش في الحياة العادية الطبيعية.
كيف هي الحياة مع كهرباءٍ بدون انقطاع ؟!.
كيف هي الحياة مع توفر الخبز والغاز والمازوت والبنزين ؟!.
كيف هي الحياة بدون غلاء في الاسعار مع توفر المواد ؟!.
كيف هي الحياة وأنا آمن مطمئن واستطيع النوم على وسادتي وفراشي؟؟
كيف هي الحياة بدون قتل ودمار وتهجير وخيام؟؟؟
لا تسخر من تفكيري الطفولي وأحلام اليقظة فقط، لو نستعير فكرة التبديل من كرة القدم ألوّح من موقعي داخل الحياة بأنني لا أستطيع الإكمال، وفجأة يقف شخص آخر على حافة حياتي من الخارج نتصافح على الخط الفاصل بيننا ثم أترك له مكاني وحظي العاثر وعلاقتي السيئة مع الجمهور وسوء الاحول الجوية والمؤامرة الكونية.
أراقبه وأنا على دكة الاحتياط كيف سيتصرف ويلعب في هذه الظروف؟.
وأدعو له ثم أغادر ملعبي وأنتقل إلى الملكي او البرشا.
أعلم أني صدّعتُ لك رأسك وأعلم جوابك الذي سيحثّني على الصبر والتحمّل وانتظار الفرج وبأنّ مشاكلي وهمومي سحابة صيفٍ ستنجلي عاجلاً أم آجلاً.
لك مني كل الحب والاحترام والتقدير والله المستعان.
جودي آبت.
د.إبراهيم اللباد.