شعارات في مهبّ الريح
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــ
في لَيلَةٍ أحيا الظلام نُجُومَها فَهَمَتْ بأصنافِ الشعاع
طافتْ بِجفني غَفوةٌ غنّاءُ يأسُرُها الخِداعْ
فحلمت أنّي في ثرى الأقصى أصلي ضارعاً
أبكي ويغمرني الصراع
بين المُصدِّق والمكذِّب
حائراً بين انتماء وانتشاء واكتشاف وانقشاع
أُسقَى الضنى, مستجدياً أوهام قلبٍ عاشقٍ
يَهوى الثرى حتى النخاع
يرجو النجاة بعشقه من كلّ جهل وابتداع
فيصير نسراً سامقاً في الحلم
يمضي في ارتفاع
يسمو بآمال القلوب على أباطيل الرعاعْ
ليؤكد الأمل المسافر عبر أزمان الضياع
لكنّ صوتاً هزّني وأنا أحدّق في استماع
فاجتاح أحلامي, وأيقظ مقلتيّ
وفي اندفاعْ
هزّ المكان بقوّةٍ, مستنفراً صحو الضلوعِ
مهدِّداً صمت اليراعْ
لأرى السواد يحيط بي
وأرى بساطي خاوياً من كلّ جمعٍ واجتماعْ
فأعود أدراجي أمني النفس بالحلم المُطاعْ
أجلو به طعم المرارة والتورّط في القلوع وفي الدموعِ وفي الوداع
مع أنني مازلت أدرك أنه وهمٌ أثار قريحتي في سكرة الحلم وضاع
* * *
ما بين هرطقة الشعار, وبين رفرفة الشراعْ
مازلت أعبر غفوتي بين الخديعة والضياعْ
مازلت ُتحْرِقُنيّ الدموعُ بِحَسرةٍ تنضو القناعْ
مازلت مَنفيَّ الضلوع
أزيل من فيّ المرارة مشعلاً صبر الشموع
أهيم في كل البقاعْ
متسائلاً عن صهوةٍ الصدق المُحاصرِ
عن شعارات سبتها الريح
بعد أن صارت مطيّة مَنْ مضوا فيها إلى أرض الخِداعْ
................
الأحد، 26 أيار، 2013
من مجموعة: على ضفاف القلق