عجبًا
عجبًا هنا في غرْبتي بينَ الجبالْ
رُغمَ الروايةِ والطبيعةِ والجمالْ
فكري ثوانٍ لا يكفُّ عن السؤالْ
يا ليتَ شعري ما الوسيلةُ للوصالْ
إنّي تركْتُ مَباهِجَ الْعيْشِ الرَّغيدْ
لأعيشَ أيّامًا بلا شَغَفٍ شَديدْ
وَلَعلَّني أَنسى حبيبًا لا يُريدْ
حتى الإجابَةَ رُغْمَ أَنّاتِ الْقَصيدْ
قد كانَ قلبي خالِيًا ومُنَعَّما
مُتفائِلًا مُتأمِّلًا مُتناغِما
ما كانَ يوْمًا دون وعيٍ هائِما
أوْ حوْلَ بيْتٍ للْحبيبةِ حائِما
صبرًا أيا قلبي بِصبركَ لا تهونْ
فبدونِ عشقٍ أنت أصلًا لا تكونْ
فلمَ التألُمُ والتأزُمُ والجنونْ
لِمَ لا نعي أنَّ الهوى ربُّ الفنونْ
عذرًا خيالي قفْ رجاءً علَّني
أنسى الحبيبَ لِلحظةٍ أو دُلَّني
كيفَ الهروبُ وصبرُ صبري ملَّني
أينَ اللجوءُ وشوقُ قلبي شلًّني
هل من عزاءٍ يا طبيعةُ للفؤادْ
هل من سكون لِمُتيَّمٍ فقد الْوِدادْ
لِمَ يا جبالُ ويا هضابُ ويا وِهادْ
ما زلتُ ألْتَحِفُ الصَبابةَ والسُهادْ
ما زلتُ في قيدِ الجوى وَلَظى الحنينْ
فمتى يعودُ السعدُ للقلبِ الحزينْ
أَبِغيْرِ وصلٍ يُبْعثُ القلبُ الدفينْ
مِن كهفِ مَنْ رقدوا شُهورًا بلْ سنين
د. أسامه مصاروه