الثلاثاء، 5 مارس 2024

خنساء الشام

كما أرى للشاعر سليم بابللي

 كما أرى

من البحر الكامل

بقلمي : سليم بابللي

=============

لا تُشرِقُ الشَّمسُ و لكنْ تَغرُبُ

أنظر إلى أيِّ اتّجاهٍ تَدرُبُ


لن تَرجِعَ الأيامُ فينا خُطوةً

و الدّهرُ مِن بينِ الأيادي يهرُبُ


تمضي الحياةُ بِرَغبةٍ أو عُنوةً

نحوَ الأمامِ يُشيرُ فيها العقربُ


تبدو الأمورُ إلى العيونِ بعيدةً

و هيَ السوادُ إلى البياضِ و أقربُ


لَمُّ الأماني في التلاشي كِذبةٌ

لَن يطفحَ الغربالُ مهما يُشربُ


سُبُلُ الحياةِ إلى الزَّوالِ غريبةٌ

و السّعيُ في كَنزِ الزّوائِلِ أغربُ


كم واهِمٍ رامَ النَّوالَ بكَدِّهِ

وَجدَ الزَّمانَ بدونِ كَدٍّ يُضرَبُ


نمشي بِهِ يمشي بِنا لمشيبِنا

و حَماقةٌ لمرورِهِ ما نَطرَبُ


يمضي مسيرتَهُ أصَمّاً أبكَماً

مُتجاهلاً إِنْ قيلَ دَربٌ أوربُ


طبعُ الوليفِ إلى الوليفِ قرابةٌ

مَثَلٌ على الأتباعِ دَوماً يُضرَبُ


و لِطبعِ مَن ننحو إليهِم حِصَّةً

مِنْ وَجدِنا في غيلةٍ يَتَسَرّبُ


كم رميَةٍ مِنْ غيرِ قَصدٍ أورقَتْ

جَذراً يبوساً شَعَّ فيها المأرَبُ


النحسُ يُهلِكُ بَيْدراً مِنْ فائضٍ

و السَّعدُ للخِمصِ الضوارِعِ يَثرِبُ


إن جاءَنا خيرٌ أتانا بائِساً

و لغيرِنا يأتي بفيضٍ قَطربُ


فالمالُ ينأى عن سبيلٍ مُبلِسٍ

و ينالُ في كُلِّ الأماكِنِ مُترَبُ


و الخيرُ بالخيراتِ جَرَّ لأهلِهِ

و الشَّرُّ في سوءِ المصيرِ مُجَرَّبُ


سليم عبدالله بابللي

خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :