معلقة لعشقين في قلبي
.
ــ مهداة الى قربوز مليكة عرفانا بفضل ..
.
أنا بالعــــــــــــــروبة يا مليك متيّمُ
و بها الفــــــؤاد مـــــــواجع تتضــرّمُ
.
كــالصّد منكِ أرى العروبة شمّرتْ
تغتالني و أنا المـــــحبُّ المُــــــكْلمُ
.
هذا الشتاتُ خنــــــــــاجر مسمومة
غُرستْ بخاصرةِ المــــــــولّهِ تُعدم
.
عادتْ فزارةُ للخــــــــداعٍ و لم تزلْ
عبْس لداحـــسَ ثــــــــــأرها يتضرّم
.
يا هـــــانئَ الأمجــــــــادِ إنّكَ واهمُ
ملكَ القبـــــــائلَ و المفــاوزَ غيلمُ
.
عادَ ابنُ ملجمَ للبقـــــــاعِ مكــــرّمًا
ملكًا يحـــــــــــــللُ واثقًا و يحــــــرّمُ
.
و لــــــــــهُ الولاءُ ديانة ممسـوخة
قـد باركتها فـي القبــــــائلِ جرهمُ
.
مَا فِــــي الجــزيرةِ كلّها مِنْ ماجدٍ
يغشى الوقيعةَ إِنْ دعوتَ ويقدمُ
.
باعوا العـروبة في المزاد رخيصة
وتفاخروا بالخــــــزي ساعة سلّموا
.
عفوًا .. وهـل يبكي ابنُ فاجرةٍ إذا
غصبوا الحرائرَ في الربوعِ و أعدموا ؟
.
حكم المسيــــخُ بلادَنَا متعـــــــــاليًّا
يسعى فتهتفُ عــــــــــانةٌ و تسلّمُ
.
و يجـــرّ فِــي الشهرِ الحـرامِ عباءةً
فتكبّرُ الأعـــــــــــــرابُ : إنّه مسلــمُ
.
كـــــــــلّ التّـدينِ فِي القبائلِ لحيةٌ
و عباءةٌ تُخْفٍي الـخَنَى تتأســــلمُ
.
سفكـوا دمـــــــــــاءَ الآمنينَ عمالةً
ولريعهم كـــلُّ الـــــــــــولاءِ مـقدّمُ
.
صنعاء تقصفــها الرواجــــــمُ مَلَّةً
وعلى اللظى رُضَفًا هناكَ تُفَحّمُ
.
أَوَيَهْـدِمُ الغجر الحــفاةُ حــضارةً
سمقتْ تهـــذّبُ أعـــصرًا و تعلّمُ ؟
.
و نظلُّ نجرعَ أكــؤُسًا مِنْ جبننا
و يبرّ كـــاهنُنَا الغـــــــزاةَ ويغنمُ ؟
.
هذا الفراتُ بكى يمــزقُ نفسَه
نفثَ السُّمومَ عَلَى ضفَافِه أَرْقَمُ
.
بئس المذاهبُ أَنْ نقاتلَ بَعْضَنَا
كـــــلُّ المــذاهبِ فريةٌ و تَوَهُّمُ
.
أَيُـــوحّدُ الكـفرُ اللعينُ صفــوفَهُ
و يظلُّ يذبحنَا الشَّتَاتُ و يَرْجُـمُ ؟
.
مرحى إِذَنْ بِالكفرِ يَجْمَعُ صفّنَا
إِنْ نجتمعْ تُمْسِ النّعيمَ جـــهنّمُ
.
آآآه مليك لقد تفطَّرَ خافقي
وَيْحِي صدودُكِ كالهواجِرِ مُعْدِمُ
.
قَــــدْ كنتُ أحـلمُ يَا مليك بأوبة
تشفِي السّقامَ رهيفةٍ وتبلسمُ
.
في مقلتيكِ بنيتُ خيرَ ممالكِي
تهوى الجمالَ ممالكِي وتعـظّمُ
.
و العـــرشُ جنّاتٌ تكـــللُ صرحَهُ
أَقْصَى الفصولَ ربيعُها المتبسّمُ
.
تَشْـدُو الطُّيورُ بكورَهَا ومسَاءَهَا
و أنَا القصيدةُ و الـرّبابُ الملهَمُ
.
و متى يودّعُنَا الغـــروبُ مُـــدَلَّهًا
ترنُو لنَا جَــــذْلَى و ترقُصُ أنجـــمُ
.
و أظلُّ أنشدُ يَا مليك فَــــرَائدِي
تاهتْ تخلّــــــدُ عِشْقَنَا تَتَــــــــــرنّمُ
.
تبقَى يُردّدُهَا الوجـــودُ مــــــتيّما
حتى القيامة بالقصــــــائد يغرم
.
ثارتْ سقامُ الصّبِّ أجّـجَهَا النَّوَى
وسعَى بِهَا ليلِي الطّويلُ يُهَمْهِمُ
.
وَحْدِي أُلَمْلِمُنِي و أكتـمُ لوعَتِي
و شُحُوبُ وَجْهِي فَاضِحٌ لاَ يَكْتُـمُ
.
ذِكْرِي دِمَشْقَ إذَا سَلَوْتُ يَهزّنِي
و أَنَا القعيدٌ بِحــــرقَتي المُتَأَلّـمُ
.
أَغْفُو وَ لَسْتُ و إِنْ فَـعَلتُ بِنَائِمٍ
علّي أرَى الطيّفَ الحبيبَ فأنعمُ
.
كَــمْ ذَا رأيتكِ فِي الفراتِ صبيّةً
شقْــرَاءَ يَعْشَقُـهَا الفُـراتُ و يلثُمُ
.
و النّـــــايُ يُرْسِلُ للسَّــمَاءِ أنينَهُ
فيضجُّ فِـي لَيْلِ الصَّبَابَةِ مُغْرَمُ
.
أنا يا مليك متيّمٌ بعــــــــــروبتي
و بمقـــلتيكِ وَ إِنْ قليْتِ متيّــــمُ
.
فَهَلِ الغَرَامُ جريرةٌ فِـي عُـرْفِكُمْ
وَ هَـلِ العُرُوبَةُ عِشْقُهُا لاَ يَرْحَـمُ ؟
.
د. محمد الفضيل جقاوة
في: 06/03/2024