وجعٌ من نوع آخر
على منحدرات الأماني
على أطراف الوقت بظل
الوداع
خلف شغف الغياب
البعيد
هناك إقتباس من جدار
الوحدة
كانت هي لغتنا الوحيدة التي
تشير إلى الهلاك
قد اتسعت بيننا دائرة
الخوف نحن و الربح
فتغيرت كل الإحتمالات
على طريق الأحلام و
انكسرتْ
هل نخبرها بأننا مازلنا نقاوم
الصدى القديم
فتلك الآلهة لم تكن تحمل
لنا غير وجع الحياة
في البلاغة نستطيع أن نقول
كل شيء
نقرب البعيد البعيد و نزرع في
الأحلام واحةً تشبهنا
قد خسرنا كل شيء في هذه
الحياة
و لم يعد لدنيا سوى بعض من
الكلمات
فنكتبُ بها شكل الوجع فينا
حجراً حجراً
فالبلاغة بوجع القصيدة هي
طريقة المنكسرين
ربما سننجو من الإنكسار
إذا أحسنا التصرف بسيرة
الحكايات
و أحببنا بعضنا البعض قبل
قدوم الموت و لو
بقليل
أو ربما ننجو من خيبة الطفل
فينا و هو مقتول
كيف يسيل من عين أبي
دمع اليأس
فهل نشكو و نشتم القابلة
التي
ولدتنا و نلوم الأم المسكينة
لما تزوجتْ
أم نحمل سقوطنا في الولادة
للزمنٍ آخر
لزمنٍ لا نبكي فيه و لا تقسو
بنا بحزنها سنين العمر
مضينا كغرباء نحشد من الدروب
الرحيل أسمائنا
بكل محطةٍ من رحلتنا الطويلة
تركنا حقائب الأوجاع تختلف
عن الأخرى
رمينا ورائنا كل الذكريات و
حنين الطفولة
و ضحكة الفراشة فينا
للأبد
رمينا ورائنا كل كتب المؤرخين
القدامى و تاريخ المعجزات
و قرأنا لمن سكنوا بديارنا وماتوا
محبطين
بعضٍ من أبيات الشعر الحماسي
القديم
هكذا تقول لنا الأسطورة التي
ماتت منقلبة
فكل شيء قابلٍ للحياة
إن لم ينكسر
كل شيء يحمل ذنبنا في
السقوط
لقد جربنا الإختلاط منذ البداية
بين الشتيمة القديمة
و بين عناقٍ شديد اللهفة بمن
قتلونا و رحلوا
فتهنا على أبواب القيامة
عائدين
من الهزيمة إلى الهزيمة
و هددنا الفجر بالإغتيال
شنقاً من الضجر
فالحقيقة تقولُ أن نحيا و لو
مصادفةً
كي نقول للحياة .... كفى
و نحترم الآلهة برفع راية
السلام
هل حقاً نحن نشبه البشر
كلا و كلا و كلا
قد تقاسمنا مع الأشباح
كلَ ما يهدنا
و أقمنا فوق كل السنبلة مقبرة
لموتانا
سنذكر أسماء من عبروا بحدود
الذكريات
و ناموا في خلود النسيان بجرحنا
الكبير
كنا نشتهي من السماء حياةٍ
أخرى
عالمٌ من بياض تشبه قلوبنا
النقية
حياةٍ تشبه لون الربيع كمرآة
قوس قزح
أو كمرآة السماء الصافية
لنحيا مع الشجر التوت
البريئة
و نحمل للفراشة وردةً بعيد
الحب
فلا نريد من الآلهة إلا القليل
القليل
لكنها لا تجس و لا تمس و لا
تشدنا إليها لنقول لها
شكراً
فالخرافة مازالت مستمرة
حتى الرمق الأخير
نمضي بالسراب كتماثيل الدراكولا
الساكرين
و نحن نائمين بجنح الليل
الخائب
فنرسم على أجساد الموتى
توابيتنا
المذغرفة بكتابات الروم و
تاريخ عرشها القديم
فنسأل من نحن .؟
هل نحن أولاد الآلهة التائهين
بين الصلاة و الكفر
نجسُ نبض الأبجدية كلما داهمنا
الحزن
دون أن ندري بما يوحدنا في
الوحي و البلاغة
بترتيب شيءٍ ما يرمم بجدران
الخيبة من الألف إلى الياء
أم نحن أبناء الحجارة التي
تركت إنشقاقها فينا
كم سنة سنبقى واقفين كأصنام
قريش بباب النجاة
كم سنة سنبقى حاملين جنازات
موتانا دون دفن
كم سنة سنعدُ بخيبة الأمل
و نكتبُ في النسيان ما يأرقنا
في الشتات
قلتُ في نفسي قد تقاسمنا كل
الأوجاع و تفرقنا
فلما لا توحدنا الهشاشة إذا
لنقول للعدم ..... لا
لا لهذا الزمان الحاقد لا
لا للطغاة كلما سنحت لهم فرصةً
قتلونا لا
لا لسرقة أوطاننا و هجر الشعب
الأعزل لا
لا لأمٍ التي تبكي على ولدها
الشهيد لا
لا للطفلة التي تنكسر بفقدان الأهل
في الحرب لا
لا للمخيمات التشرد لكل هؤلاء
الفقراء والمساكين لا
لا للحرمان و الجوع
لا للعبودية و الخضوع للقتلة
المخضرمين و الخشوع
لا و لا و لا
لا للأكثرية التي ترفض وجودنا
و تقتلنا بدمٍ بارد على الهوية
لا
سنقول لكل ما يكسرنا لا و
لا
لا للظلم الجناة و صغار
الكفرة
لا لهذا العمر الذي انكسر باكراً
في المنفى لا
لا و لا للموت قبل موعده
فكيف سنرتب كل هذا الضياع
و هذا الوجع بأجسدنا
الهزيلة
فالجرح عميقٌ كبئر يوسف
بالحقد البغيض
فكيف سنقول للإله الواحد
عن خبر الوفاة
و نحن لا نملك لغة التوحيد
بالقيامة
عبسٌ دروبنا التي تأخذنا
للفراغ
عبسٌ موانئنا و مراكبنا جسد
النساء
و هذا البحر الأزرق ما له يتحجر
كلما لمسناه بالوحدة
يا أيها البحر كم من أرواحٍ سرقت
منا
و كم من حلمٍ كسرتَ فينا
و دفنتنا بأعماقك
فإلى متى سنحمل نعوشنا
للهروب إلى متى ...؟
أليسَ من حقنا أن نحلم بالوردة
كما الأخرين
أليسَ من حقنا أن نسكن بيوتنا
بدلا زريبة الأخرين
قد مللنا من الصراخ بالقصيدة
دون صدى
فالأذان مصطومة بالإسمنت
السميك
و الضمائر لم تعد تملكها سوى
الحيوانات الأليفة
كان ينقصنا الكثير الكثير
لنكون كواحدٍ معاً
بوطنٍ واحد نرفع العلم الوطني
صباحاً
و نردد نشيد الأمة العربية
الواحدة
نحن و التلاميذ الصغار
حتى إذا كبرنا لا نصطدم بكذبتنا
الكبرى فنشتم القدماء
قد كان ما كان فالمحارب المقتول
لن ينهض من الموت و
يعود
ليكتب التاريخ الإسلامي لهذه
الأمة بشكلٍ مختلف عما
سبق
فلن يعود من نسب هزيمتنا
بعرش الحاكم الجبار
و قبلَ بالإستلام و العبودية
الأبدية
فربما ليس بوسعها قصيدة
واحدة
أن تفسر للعابرين لغة إنكسارنا
الطويل
فهناك من يحاصرنا كي لا نقوم
من سيرير الموت
و نزرع فوق وجه صباحنا ياسمينً
من خيوط الشمس
يبدو إننا مازلنا نجولُ سحاب
الهراء
يبدو إننا بين طرقات المدينة
تائهون بسكرة الألم
أو ربما أنا مصدومٌ أكثر من
غيري
أو ربما أنا أهزي و أعوي
بالحرام الذي أورثته لنا أولئك
الصعاليك الصغار
دائماً كنت أقول لأبني يا بني
عندما تكبر ماذا ستصبح
كان يقول أريد أن أكون طبيباً
لأداوي جراح الناس
و عندما كبرَ ولدي في المنفى
فصرت أخجل منه و من حلمه
القديم من كبر الفشل
كنت أحلم ببيتٍ صغير يجمعنا
مع الأهل و لا نفترق
و كنت أحلم بأن أذهب إلى المدرسة
كباقي الأطفال و أكمل
تعليمي
لأرسم لذاتي مستقبلاً مشرقاً
لا ......
لا مستقبل لنا و لأولادنا ههنا
فالقاتل مازال طليقاً و
حر
حلمت مراراً و تكراراً أن أنجو
بحلمي
أن أحبَ فتاةٍ تحمل صفة الملاك
و أنجب أولاداً سعيدين
و بعناق أنثى متحضرة في مسائنا
العاطفي
فأشربُ معها كأس النبيذ الأحمر
راقصاً بحضنها
على موسيقى الأغاني الرومانسية
فأعشق الحياة
لكن الحمقى و الخيبة الأبدية
و المغالطة القاسية
كانت كافية لتجهد فينا حتى
القيامة
كأنها كانت الحياة لنا
هي
أكبر كابوسٍ عشناها بألف
زمانٍ و زمان
فكأنه و كأنه حجرٌ يثقل صدري
من الكتابة
ربما نحتاج ك سليمان القوي
إلى النمل
ليأكل الكرسي من تحت الحاكم
المتكبر علينا
فيسقط المتوفي و يصحوا
من الثبات البعيد
لتقول الحكمة ما يرشدنا
للصواب
فيا أيها البعيد البعيد قل
لنا
ما هو شكل الوجع غداً
كي نرتب بفوضوية الأشياء
قلوبنا المكسورة
و لا نسجد في الخراب مرةً
أخرى
و نحن خاسرين من الحياة
كلَ ........ شيء
سأكمل لكم سيرة الوجع
الكبير
لكن ........ بقصيدةٍ أخرى
طويلة
مصطفى محمد كبار
درويش عفرين ٢٠٢٤/٣/٢١
حلب سوريا