سلطـــة العتمــــة
للعشق فـضاء لتلد الكلمة
ربيعا في سرير الغمام .
للكره وجــار ليتناسل
نباح الذئاب في وحل الخراب .
وأنا الغريب في غربة اغترابي
يغربني البوح وتغتالني فتاوى
الإنابة والإمـــــامة ،
كي لا أصب لسيدتي القصيدة
كأسا من كميث التجلي ،
علها تكفر ببداوة المدينة .
أنا إمام الغاضبين أشرب
جرحي إذ أشرب نخب
الذين لايملكون في زمانهم
إلا مرثية الضــياع .
أنا الذي رأى في رخام الآخرين
جسد أمي تنهشه أنياب اللئـام .
فكيف أقبل خد مدينتي
وقد تقاسمه العابرون ورحلوا ؟
كيف أداعب خصلات شعرها
وقد درته رياح السموم والسمأل ؟
فأية ضفيرة ياأختي تغطيني ؟
أية خصلة ترفعني ، تسبيني
تدثرني ليعبر الحلم إلى رحم المطر ،
لأعانق غد هذا البلد وما ولد ؟
أية سويعة تركوها لنا من هامش
الفرح لأراك على ذروة الطهر
لاعلى حد القهــــر ؟
أية سويعة تركوها لنا لتضمني
البتول إلى أن يراودني في
هواها الوسن المبتسم
على خذيه كالصولجان
الملاك الصغير .. الصغير .
أنا غواية السطر ، أنا زبد البحر
أيتها الأغنية الموؤودة
في غرف التجريب والترهيب ،
أمزق المهارق القديمة الــتي
بالعورة خطت سيرة الشنق
على ثدي الخصوبة فيك .
أنا غواية الحرف أفتت صخر
السبات وأصرخ : اتركوا
لسجن حواء كوة
كي يتنفس الجنين ،
اتركوا للقفص الاسمنتي مساحة
ليزهر على كفها الحنـــــين .
بلقيس زمن الخيمة ولـــى
فلا تكوني فواصل الخيبــــة .
بلقيس على صدرك
يزأر مكر الظـلام
وبين شفتيك خجل أختي يلهب
تجاعيد الجدل العقيم لتمطر
عيــــون الغيمــــة .
فانظري أيتها المعروضة للوأد
باسم الخرافة واستدارة العمامة ،
إلى أين أخذتك خطـــاك
وعلى أي سقف
منهار ربتت يداك ،
وآلهة الحجر لا تفرق
بين دفء الوحم وشريعة البشر .
فيا أيتها الأم / الأخت / الحبيبة ،
أيتها السنديانة الواقفة في مهب
كل الرياح..
أتاك في زمن التردي وجع المخاض .
وكل هذا الدم منذ القرون الأولى
من أجل خبز قليل وهواء أقل .
كل هذا النزيف من أجل
أن يتطاول الركز وتسحب
جرأة الكـــلام .
فمتى يحق للجازية أن تعشق
وجه الله الحزين المطل
من شرفة المدن البئيسة ؟
عليسة ، خديجة ،زينب ، عزيزة
يا لحنا هاربا من المتون القديمة
لاأعياد لنا إن لم يزهر بين أصابعك
حبيبتي حبق الأيام ،
لافرح يكسو عرينا إن لم يسر
فينا حـب الوطن عزيزا زاحفا
على المناكب والأقدام ،
لا أعياد لنا إن ظل صراخك
عورة ،وأحلامك الصغرى فجورا ،
ورأسي ومايحمل مهدورا
سلمى ، عائشة ،سناء
ياكل الأسماء البهية
كل تلك الدماء منذ ستين سنة
كل ذاك الحصار وما خلف العناء ،
قد يهون في بلدي من أجل :
كأس للحب ،
وكأس للحياة ،
وكأس لتنتشي بأنوثتها النساء .
محمد كابي