الجمعة، 12 أبريل 2024

Hiamemaloha

الوعل والأصدقاء،للشاعرة أمينة المتوكي

 الوعل و الأصدقاء


وعل يجول في الغاب

بحثا عن رفقة و صحاب

بعد مسير طويل و عناء

لمح ثلة من الأصدقاء

ضمت قردا غزالة ظبيا و لاما

فيلا زرافة قنفذا ببغاء و حمامة

ألقى التحية بصوت عذب رقيق

سألهم: أ تقبلونني بينكم كصديق؟

ردوا: مرحبا بك بيننا

يسرنا انضمامك لنا

مع أول ابتسامة لشمس الصباح 

استيقظ و عطر نشاطه فواح

كنس نظف و حضّر الفطور

رتب و زين بأبهى الزهور

صحا الأصدقاء و ثمار جهده قطفوا

أداروا ظهورهم و لأشغالهم انصرفوا

لم يكترث و لم يبال أحد

أن المسكين قد اجتهد و كدّ

همهم الوعل بصوت شجي حزين 

لا بد أنه قد داهمهم الوقت الثمين

أقبل عيد ميلاد الغزالة 

أقامت بمعية الأصدقاء احتفالا

أهداها الوعل أحلى سوار 

صنعه من الزهر و النوار

بسمة باهتة علت وجهها

و وضعته جانبا بين أغراضها

همهم الوعل بنبرة حزينة 

ربما هديتي لم تكن قيمة ثمينة

توعك الظبي في ليلة ماطرة 

تبادل الأصدقاء نظرات حائرة

قال الوعل : لا تحملوا همّا

أنا سأحضر نبتة تخفض الحمّى

فالظبي أخي و صديقي

لا العاصفة و لا الأمطار ستعيق طريقي

خرج مهرولا نحو الجبل

و قد التحف بمعطف البطل

قطف النبتة و الفرحة عليه بادية

عاد و بشّر الظبي بالشفاء و العافية

زارتهم شمس صباح جميل

محتفية بتعافي الظبي العليل

شكر الكل على التفاني و الإخلاص

و لم يتوجه إلى الوعل بشكر خاص

همهم الوعل: ربما تفكيري طفولي

خلت أن ما قمت به بطولي

توالت الأيام و كثرت الخيبات

في كل مرة يهمهم الوعل همهمات

حتى جاء اليوم الذي

لم يعد حسن الظن يجدي

قال الوعل: لن أكثر من القال و القيل 

لقد قررت اليوم الرحيل

صديقا لكم أبدا لن أصير

ما دمتم لا تعرفون معنى التقدير

رحل و اختفى عن الأنظار

و ما انفك الببغاء يردد شعار

التقدير التقدير التقدير التقدير

***بقلم أمينة المتوكي***

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :