السبت، 13 أبريل 2024

Hiamemaloha

ق.ق أفئدة الجمر للأستاذ سيد علي تمار

 قصة قصيرة جدا

العنوان : " أفئدة الجمر " 


ركام فوق بعضه البعض يحكي آهات الراحلين من خلاله ، ولكن أيُّ رحيل وقد فارق الواحد منهم أعزَّ ما يملك " وجوده وكيانه" الذي يحيا به ! ...من كثرة القصف تمايلت البنايات و كأني بها تعانق بعضها ، لتنعي على الانسانية مكرها و نفاقها! ، أو بالأحرى كأنها شجر الأيْكَةْ التي نراها من بعيد متعانقة و هي في الحقيقة لم تجد منفذا نحو ضوء الشمس ! .  

يمشي جابر الطفل الصغير المنهك الهوينا و عيناه تترقَّبان صوت كل حركة عن يمينه و شماله ، في هذه الأثناء يُسارع أحد الصحفيين لأخذ زاوية من زوايا الشارع الموحشة ، و يُِخرج آلة التصوير _ بعدما لمح طائرة تحوم حول المكان _ و أخذ يركِّبُها و يلتقط بعض الصور للدمار المحيط به ... يلتقي جابر بالمصوِّر فجأة ، و بقي ينظر إليه نظرة مُرهقَةً و قال له : " يا هذا تنتظر دوري لكي تقوم بتسجيله و إرساله و تأخذ عليه دنانير معدودات ، أو ورقة مكتوب عليها " عمل مُتقن!" " ، يهتز كيان المُصوِّر ويلتفت إلى الولد الصغير  وهو يقول : " لا صغيري ...أبدا ...أنا آخذ صورا للمكان قد توثيق الدمار و الخراب الذي حلَّ بالآمنين ..." ، يبتسم جابر ثم يجيبه : " لا عليك ...لقد مضت سنَّةُ الأولين ، و لن تسبق أمة أجلها ولا يستأخرون ، أتمنى أن يكون قدومي إلى هذا المكان مساعدا لك على الترقية في منصب عملك ..." ، يُنزِلُ المصوِّر آلته من على كتفه ، وقد احمرَّ من الخجل وهو يقول : " لقد فاتني الكثير لحين وصول هذا الصغير ، أما و إنه صادق أما و إني كاذب ، أما يكفيني أن أكذب على أفئدة الجمر تلك ! " ، على بعد خطوات تسقط قذيفة وقد عانق لهيبها الصغير " جابر " فيرتقي نحو السماء كغيره من الصغار ، ولسان حال المُصوِّر : " وداعا أيها الصغير وداعا... ولكن لك عليَّ عهدا أن تصل صورتك للعالمين " . 


ا. سيد علي تمار

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :