السبت، 11 مايو 2024

Hiamemaloha

حقيقة عيشنا فيه اصطفاء للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 حقيقة عيشنا فيه اصطفاء

محمد حسام الدين دويدري

______________

إلهي لم يَخبْ فيك الرجاء

فليس لنا سوى الرُحمى شفاء


فقد كثر الفساد بما جنينا

وما كسبته أيدينا اعتداء


فمنّا من يعيش على فساد

وكل الناس في البلوى سواء


ومنا من يعيش الفقر صبراً

وصبر المؤمنين هو اكتفاء


فيارب اكفنا بالصبر وامنن

علينا بالصلاح  فذا العطاء


فأنقذنا  بمغفرة وعفو

وأيّدنا فقد عَظُمَ البلاء


لقد زاد التَوَحّش في حِمانا

وحاق بنا من الضنك استياء


وصرنا في يد العاصين شلواً

تُمَزّقه العلوجُ كما تشاء


ونحن على تغافلنا سكارى

نعيش و في هوامشنا انكفاء


نُقَلِّل حجم وثبتنا ونبني

قرى الأوهام يذروها الهواء


فلا  ترقى على علمٍ  دروباً

إلى آتً  يحققه الوفاء


ولا نعلي بهمتنا نفوساً

ترى الأخلاق ينقذها اهتداء


نُرى مُستَهلَكين بما نعاني

بلا إنتاج ما يثري الشراء


رزقتَ بلادنا نفطاً وقمحاً

وأموالاً  فبددها الغباء


تقاسمها العداة كما أرادوا

ونحن على تفرقنا غثاء


وصارت في بنوك الغرب سيفاً

يحزّ رقاب  من رضخوا وناءوا


تمسكنا بتقسيم وعجز

يحيط به التواطؤ والرياء


فصرنا نجعل "القُطرَ" انتماءً

يؤكده التقوقع والولاء


ونرفع صوتنا بالفخر حتى

نصدق أن خطوتنا قضاء


وأنّا نرفع الرايات نصراً

على ماض يحاصره الشقاء


وأنّا سوف نبني في حمانا

قلاعاً سوف تعضدها السماء


فكلٌّ ظنّ ما يرجو صواباً

يحققه مُخالفُهُ هباء


فصار القوم في "حيصٍ وَبَيصٍ"

يحركهم خلاف واعتداء


وأمسينا دويلات تراها

يفرِّقها ويجمعها الغناء


ورقصٌ وانغماس في الملاهي

وإعلام يخاصمه الحياء


وكرَةُ توقظ اللاهين حتى

يفور بهم  حماسٌ وانتشاء


فيقتتلون طوراً حين يعلو

فريق بانتصاراتٍ تضاء


ويبتهجون طوراً بانكسار

ويختصمون إن نضب العطاء


وينسون التراحم والتصافي

ونبضاً قد يؤكده الإخاء

        *        *        *

إلهي لم يزل في الصمت وزر

ولم يَكٌ في معاقلنا اقتداء


ولم نجعله للأحياء رمزاً

لعدل سوف يصنعه الرخاء


قرأنا أسطر التاريخ زوراً

كما كتبت مدارسنا وشاءوا


ولم نفهم مقاصدها فصرنا

نردد ما يردده الحداء


فكل القول تنظيرّ سقيم

وما صاغوه من قول هراء


نقول ولا نحقّق ما تَغَنّى

به من قولهم فينا احتفاء


وتصفيق وتهليل وجهل

بعزم  يُستَحَقُّ به البقاء

        *        *        *

إلهي أيقظ الغافين منّا

فإن صلاحنا فيه اغتناء


وزدنا بالعزيمة ما ينَمّي

حياةً في مواكبها ارتقاء


يحقق ما أردت لنا فنمضي

وفي دار الخلود لنا البقاء


فلا  الدنيا تدوم  لعابريها

ولا  استئثارها فيه الثراء


بنيت الدار فارتفع البناء

ولم تدم الإقامة والنقاء


ووعدي حفرة في الأرض غور

بنوها لي يحاصرني الخواء


يرافقني بها عمل  سيبقى

إلى الميزان وهناك العطاء


لأنّ إرادة الأحرار عيش

يحقّقه مع العمر اصطفاء


فألهمني تقاك وكن نصيري

إذا سرت الصراط فذا الثناء

...............

الأحد ٥ / ٥ / ٢٠٢٤

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :