وهلْ تُطيقُ فِراراً
وَدِّعْ متاعَكَ إنّ القَبْرَ يَنْتَظِرُ
وهلْ تُطيقُ فرارا أيُّها البَشَرُ
لا يُدْرِكُ السِّرَّ إلاّ سَيِّدٌ فَطِنٌ
عِنْدَ السُّجودِ بِخوْفِ اللهِ يُعْتَصَرُ
يَرْجو النّجاةَ بِحَبْلِ الله مُعْتَصِماً
والخَيْرُ يُسْعِدُ مَنْ في البِرِّ يَتَّجِرُ
إنّا سَنَرْحَلُ نَحْوَ القَبْرِ في كَفَنٍ
والمَوْتُ آتٍ كما يَقْضي بهِ القَدَرُ
سُبْحانَ رَبّي إليهِ النّفْسُ راجِعَةٌ
والنارُ مَنْزِلُ مَنْ باللهِ قَدْ كَفَروا
أيْنَ المُلوكُ ومَنْ بالسّيْفِ قدْ حَكَموا
أيْنَ القَبائلُ والأقْوامُ والأُمَمُ
تَحْكي المأثِرُ ما تُبْديهِ صامِتَةً
وقدْ تَحَدّثَ عنْ أحْوالِها القَلَمُ
تجْري بِنا سُفُنُ الأيّامِ سابِحَةً
والنّاسُ هَمُّهُمُ الإسْرافُ والنّغَمُ
ألمْ تَرَ المْوْتَ تأْتي كُلّ ثانِيَةٍ
كأنّ قَوْمي بما نَحْياهُ ما فَهِموا
إنّ الأمانَةَ قَطْعاً سَنُرْجِعُها
وكلُّ شَيْئٍ عدا ما قُلْتُهُ وهَمُ
محمد الدبلي الفاطمي