أمنيات
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سائل الأيام عن طيب المُنى=كيف صار الحبّ وهماً حولنا
بعد أن كنّا قلاعاً ترتقي=في سموّ الصدق عن عشقِ "الأنا"
حينما كنا على أرض التُقَى=جنَّةً غَنّاءَ في حلو الجَنى
نملأ الأرض عبيراً وهدىً=بانتصار العدل يُثري ما لنا
كان للإيثار سبقٌ في مدى=عِيشة كانت تنمّي مالنا
بالتآخي حيث كنا أسرةً=صانها الرحمن في خصب السنا
نجتبي بالعلم عيشاً راقياً=يجعل الإيمان مفتاح الهَنا
فافترقنا وتركنا عزّةً=وشربنا الذلّ في مرّ الضنا
وانبرى أعداؤنا في حَمْلَةٍ=تبتغي قهراً يُساقي ضعفنا
كي يكون الضعفُ فينا دافعاً=لخضوعٍ وانكسارٍ وونى
هكذا تمضي عهود أرهقت=فكرنا حتى استبدّت بالعنا
فنسينا أن فينا طاقةً=تجعل الآمال خصباً وغنى
إنْ صحونا من فيافي كبوةٍ=صَحَّرَتْنا، رمَّدت آمالَنا
**=**
حار في صدري سؤالُ محزنٌ=هل ترى نبكي على أطلالنا...؟!
أم هي الذكرى كبشرى أوجعت=خفقة تحيي صدى أفكارنا...؟!
هل ترى نغدو كغصنٍ لفه=في خريف جامحٍ بعضُ الونى
ثم لابدّ سيصحو مورقاً=ناضرَ الإثمار مزهوّاً بنا
تعشق الأطيار مأوى ظلّه=تطرب الآفاق في عذب الغِنَا
/6/1971
من مجموعة: قصاصات على شواطئ الزمن