لماذا تعود .. ؟
شعر : اعتدال طالب السقاف .
أُسَاءِلُهُ ..
لماذا تعود؟
لماذا يعودُ زمانُك
بعدما غِبتَ وغابَ الحنين؟
لماذا توقظُ في داخلي
غائرَ الشَّوقِ
و غَورَ الجراح
و مُرَّ العذاب؟
لماذا تعود ..
أما ترى ماتبقى من حُبنا ؟
بقايا تَلُوكُهُ أحجارُ هذاالجدار
عندَ أركانِ هذا الغبار؟
لماذا تعود ..
بعدَ غَدرِكَ بي
حينَ قَدَّمتَ روحي وقلبي
قرابينَ زُلفى
على تُرَّهَاتِ الزمان
وفوضى المكان؟
لماذا تعود ..
بعدَ تلاشي ألآمان
بعدما أَجدَبَت كُلُّ أيامِنا
وتاهَت قُصاصاتِ أعمارِنا
في دروبِ الهباء ؟
وغابَت شمسُ آذارِنا
في سديمِ الفضاء
و ثُقبِ الدُّخَان؟
لماذا تعود ..
والقلبُ شابَ وشابَت رؤاه
والعقلُ صارَ كيانًا عجوزًا
والذكرياتُ تماهت
بِرَكبِ السرابِ وليلِ الرُّفات
لماذا تعودُ وتُرجِعَ ما فات؟؟
القَطرُ ما عادَ يَهمِي
من عيونِ السَّحَاب
ولا النورُ يؤوي الحَيَارَى
ولا العمرُ يُرجِعُ ما فات
خُذ ذكرياتَك وارحل
عُد للزّمانِ المُعَطَّل
فأنا الآنَ أرضٌ يباب
ليسَ عليها مِن مفرداتِ الحياة
ما يدلُّ عليها
ليسَ لديها عناوينَ مَن ماتوا
ليسَ لها ذِكريات
أحبّتكَ نورًا فاصبحتَ ليلا
أَحَبَّتكَ جَمرًا فَصِرتَ رمادًا
أَحَبَّتكَ حُلمًا فَصِرتَ سرابًا
أَحَبَّتكَ غُصنًا فَصِرتَ يباسًا
أَحَبَّتكَ حُضنًا فَصِرتَ جَحِيمًا
أَحَبَّتكَ عَذبًا فَصِرتَ عَذَابًا
أَحَبَّتكَ قلبًا شُجاعًا
إذا ماتَهَاوَت قِلاعُ النَّجاة
فَصِرتَ رفات.
فَيَا حُزنَ عُمري وَيَا حَسرَتاه
على حُبِّنا حينَ مات.
اليمن