الحَنِينُ إِلَى المَاضِي
حَنِينِي إلَى ذِكْرَيَاتٍ أَبَدًا لاَ يُفَارِقُنِي
بِنَظْرَةِ الحِشْمَةِ كَأَنَّهُ غَرِيبٌ يُخَاطِبُنِي
في دُنْيَا الغرَامِ فَضْلُ كَهْلٍ يَتَرَسَّبُنِي
يَمُرُّ شَرِيطُ ذكْرَياتٍ وَحُبٌّ يُشَوِّقُنِي
بَيْنَ أغْصَانِ الأشْوَاقِ حُلْمٌ يُرَاوِدُني
أتَأَرْجَحُ علَى قَائِمَةِ ذِكْرَيَاتٍ تُؤْلِمُنِي
لَنْ أَحذِفَ مَاضٍ كُنْتِ فِيه تُؤْنِسُنِي
حُزْنِي لاَ يَحْتاجُ إلَى أبْجَدِيَّةٍ تُؤْرِقُنِي
كَيْفَ أَطْفِئُ ضَجِيجَ مَفَاهِيمٍ تُتْعِبُنِي؟
أَنْسَاكِ وَكُلُّ الذِّكْرَياتِ بِكِ تَجْمَعُنِي؟
سَيَأْتِي يَوْمٌ نُدْرِكُ كَمْ الحَيَاةَ ظَلَمْتَنِي
سَنَبْحَثُ عَنِ دُمُوعٍ سِرًّا لَمَّا فَقَدْتَنِي
سَنَوَاتٌ مَرَّتْ كَلَمْحِ البَصَرِ صَدَمْتَنِي
خَالِقُ العِبَادِ عَلَى فِرَاقِكِ صَبْرًا مَنَحَنِي
أحْبَبْتُكِ أنَا أعلَمُ أنَّ النُّجُومَ حَسَدَتْنِي
نَطَقَ البُكَاءُ سَكَبَ مَاءَهُ بِمِسْكٍ عَطَّرَنِي
في وُجُودِكِ يَحْلَى طُلوعُ صَبَاحٍ أبْهَجَنِي
إذَا اللَّيْلُ سُئِلَ فِي سَمَائِنَا مَنْ يُسْعِدُنِي
عُيُونٌ سَألَتْ لِمَاذا الظَّلامُ سُدِلَ وغَمَّنِي
تَهُونُ أوْجَاعُ الحَيَاةِ إذا الحَبِيبُ شَغَلَنِي
لَسْتِ ذِكْرَى مُؤْلِمَةٌ فِي غَيْهَبِ زَمَنٍ رَمَيْتَنِي
وَمَا أنَا إلاَّ عَاشِقٌ عَلَى جَنَاحِ مَنِ اِسْتَحَقَّنِي
مَا الفِرَاقُ إلاَّ هَدْرٌ لِأيَّام العُمْرِ كَمَا عَلَّمْتَنِي
العِشْقُ لَوْحَةٌ رَسَمْتُها لِحَبِيبٍ بِحُبِّهِ شَغَفَنِي
أعِيشُ بَيْنَ جِبالِ الغُرْبَةِ أَتَذَكَّرُ مَنْ عشَقَنِي
أهْرُبُ مِنْ حُضْنِ صَمْتٍ الَّذِي أَهْرَمَنِي
يَا اِبْنَةَ الجِيرَانِ جَمَالُ نَظَرَاتِكِ حَيَّرَني
شَرِبْتُ مِنْ بِئْرِ العِشْقِ مَاءًا عَذْبًا أرْوَانِي
ماءًا صَافِيًّا يَسْقِي هَمَسَ الغَرَامِ طَهَّرَني
عَلَى صَهْوَةِ زَمنٍ صَهِيلُ شَوْقٍ يُلاَحِقُنِي
فِي جُنُونِ الظَّلاَمِ قِطَارُ العُمْرِ يُفْزِعُنِي
نَسِيمُ حُلْمٍ يُحَضِّرُ رُوحَ حَبِيبٍ يَلُفُّنِي
الحُلْمُ مُنْذُ لِقَاءٍ أَوَّلٍ أبَدًا لَمْ يَهْجُرْني
شُكْرًا لِكَلِمَةٍ وَظَبَتْ لِأَنِيسٍ يَصْحَبُنِي
وَلِحُرُوفٍ في عُيُونِ الحَبِيبِ يُجَمِّلُنِي
فُؤَادِي لَنْ يَمَلَّ الانْتِظَارَ وَسَاقِيهِ يَمْلِكُنِي
يَمْتَزِجُ الحَاضِرُ بِحَنِينٍ إلى أيَّامِكِ يَرُدُّنِي
مِنْ طُقُوسِ ذِكْرَيَاتٍ مَوْجُ الغَرامِ يَقْذِفُنِي
عَلَى جَناحِ وَجْنَتَيْنِ أُسَافِرُ لِحُبٍّ يَخْتَرِقُنِي
لِلشَّوْقِ أَحْزَانٌ وَسَعَادَةُ حَنِينٍ بِكِ يُذَكِّرُني
طنجة 11/08/2024
بقلمي
د. محمد الإدريسي