الأحد، 4 أغسطس 2024

Hiamemaloha

الزفرات للشاعر الحسين صبري

 الزفرات


صار البِطِّيخ 

يُباع بِـ(البُرْج)

وقِطعُ الحلوى

أصبحت من 

مكونات باقة 

الوَرْد

عبدالله بعد 

بتر ذِراعه

أمسى ضابِطًا

في الجيش

التلميذ الغَبيّ

الذي درسته سابقًا

صار مسؤولاً

بل مُدِير بَنْك

في مَخْبز مدينتي

طَوابير طوِيلة

حين أتى دوري

أعطاني البائِع

شيئًا صغيرًا 

شاحِب اللَّون

لا يشبه بتاتًا

رَغيف الخُبز

هنا الأشياء تتمدّد

كالوجع والألم

وبعضها ينكمش

كالفِكْرُ والعقل

وأشياءً أُخْرى

كحالنا هذا

لن تجد له وصفًا

الأمور كل الأمور

لم تعد على ما يرام

أضحت شبهًا بِعُكَّازُ عَجوزٍ

ولربما تسير بِالعكس

الحياة تتغيّر وتتمدّن

إلا نحن نرجع 

إلى الوراء والخلف

يرتدي الكل 

لِحاف السلبية

والذي لا لون 

ولا رائِحة له

سِوى روائِحُ البغضاء

والجهل

نحفر لأنفسنا 

حُفَر عميقة

لا تشبه القَبْرُ

أو اللَّحْد

نفق يعج بِالعتمة

نكذب فيه 

على أنفسنا

كذبًا أسودًا

نلعق أيضًا

السراب والوهم

كل شيء هنا

حلو سُكّر

وأنَّ المرارة

بِطعم الشّهْد

بتنا لا نثقن شيئًا

إلا دَقَّ طُبولُ الحرب

كم من دماء

سالت على 

وجه أرضنا

والغباء تمكن منا

حتى شربنا 

دماء بعضنا

صار طفلي الأكبر

جُوكر

وطفلي الأصغر

دراكولا

وابن صديقي

لا يفقه إلا في القتل

قل لي بربِّكَ

هل نعيش الحياة

أم نعيش في العدم

🖊الحسين صبري

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :