إلهي أيقظ الآمالَ فينا
محمد حسام الدين دويدري
ـــــــــــــــــــــــــــ
سَئِمتُ العَيشَ ذُلاًّ واغترابا=وقد أفنَيتُ بينهما الشبابا
فمارَستُ اللُهاثَ وراء كَدحٍ=لنَيلِ القوتِ في كَسبٍ تَغابى
فكانَ حَصادُهُ خُبزاً و ماءً=وبضعَ لُقيمَةٍ تُغْني الخُضابا
ليَمضي العمرُ في وهنٍ وعجزٍ=بما أضنى وما أفنى وشابا
فأوهَنَ قُوَّةَ العظمِ وأَقوى=ضياءَ العينِ؛ فيما الشَعرُ شابا
لأُدرِكَ؛ بعد أن نَضُبَ اقتداري=بأنّ العُمر في "لا شيء" ذابا
وأنّي قد صرفتُ العُمرَ رَكضاً=وراءَ سرابِ ما ضاعَ وغابا
فلمْ أُثرِ الوجودَ بأيّ صَرْحٍ=ولم أُغْنِ الشواهِقَ والتُرابا
ولمْ أَسْمُ بعِلْمٍ واكتِشافٍ=يكونُ لأُمّتي فَتحاً مُهابا
فهل أخلَصتُ للإسلام قَصدي...؟=وقد أمسى طُقُوساً أو خِطابا
فلا أخلاقهُ نَحيا هُداها=ولا آمالهُ تُنجي الرِكابا
لتوصِلهُ إلى دربٍ قَويمٍ=يُحَقِّقُ عِزّةً تُقصي الحِرابا
فلا يغري تفرُّقنا عدوّاً=ولا يُبقي تَسامُحُنا غِضابا
أهذي أُمّةُ الإسلامِ حقّاً...؟=وقد رَضِيَتْ إلى الجَهلِ انتِسابا
وصاغت من منابرها اقتتالاً=وشتماً وافتضاحاً واستلابا
فصار الخوف مقروناً بأرضٍ=حباها الله بالبُشرى ثوابا
إلهي أيقظ الآمالَ فينا=وصُن بالحُبٍّ إيماناً مُجابا
وهيِّء للشغافِ مسار صِدقٍ=ترى في أفقه العيشَ احتِسابا
..................
الثلاثاء 30/10/2018