جنة العظماء.....
إن العاصفة تثور عندما تشعر بهمس المنفرد والإستماع إلى كلماته التي لا يسمعها أحد سوى الرياح التي تمر بعقل هذا المنفرد
لتنثر كلماته في أعالي السماء
كي لا يسمعها أحد الجهلاء فيسخر منها دون علمٍ بما تحتويه
هذه الكلمات . إن المنفرد إذا أفصح عن ما بداخله سيدير كل
ما حوله من كافة البشر لأن هذه
الكلمات تخلق الذعر في نفوس
الذين يسعون للسيطرة على القطيع.....! لذلك أردت أن أعود
لطفولتي كي أكون حرا ولا ينتقد
أفعالي أحد ، وبهذا أحصل على حريتي التي ما إستطاع أحد الحصول عليها خاصة من كانت حياته في وسط معترك القطيع .
جلست وأنا مستغرقا في التفكير
وشعرت بشيء من القشعريرة
ولعنت شبابي ولن أنتظر شيبتي
حتى لا أصاب بالجنون....!
صمت قليلا فعاودني الضحاك بصوت مرتفع ولحسن حظي
لم يكن بجانبي أحد فخلدت للنوم والراحة وأريح هذا العقل من شدة ما أنا فيه من أرق.....
لقد قلت لكم إخوتي أن كل شيء في هذا العالم باطل ...!
سأبقى في عزلتي وسؤخفي عنكم ما أوحى به هذا العقل المجنون حسب تصوركم لأنكم
لن تستطيعوا أن تترجموا ما أوحي إليَّ ولن تفهموا ما أقول....
سأرحل عن بلاد تبنى فيها الصروح التي تدعونها قصور لأنني أحب البيوت التي بها ضوضاء الصغار لأن براءتهم تدل على أنهم أحرار عكس تلك البروج والقصور التي يخيم عليها
الهدوء وكأنها خالية من الناس...
هي ملآة بالبشر الذين يجتمعون
داخلها ليعقدوا المؤتمرات ويتخذوا القرارات كيف يتوصلون إلى إستعباد القطيع
ويضعون عليه حراس من الكلاب التي لا تحب الذئاب وعذار لتسميتي القطيع وهذا من شدة اليأس لأن البشر أصبح كالقطيع
لا يحب العيش دون سيد يأمره...! ولآن قد قلت ما بنفسي
وسأعود لمن سبقوني وقد أسسوا مملكة الحرية لهم في أعالي القمم فهناك أجد نفسي
ولن تضايقني حشرات القصور
التي أصبحت مرض عضال لا شفاء منه....!
سالم المشني ... فلسطين...