{ قَــطْــرَةُ الــنّــدى }
وَ كَـمْ مِنْ احتفالٍ على غِرَّةٍ غَـفـا
تَحَسَّسَ الفِراش مِن هَـمِّ الضَّنى
إذْ زاره الـيـأس وقـتَ الــضـحـى
مَـدَحَ الـتـثاؤبَ و باِلـقَـشِّ ارتـضـى
على جُـدران الـخـيـبـة ارتـمـى
و في حُضنـهـا رَتَـعَ وَ لَـهـا اهـتـدى
بِـخامِـسِه أكتوبـر اليوم قد أتـى
و الـعـالَـم أَحْسَنَ الـثـنـاء و أَطـرى
الجُرحُ غائِـرٌ ما اندمل و الأسى
و الغَـيمة شحـيحـة تَـعُـج بالصَّـدى
سـادنُ الـحرفِ بِحِصَّتِـه تَـمَلّـى
وَ بِـصِنـاعـة الجيلِ الـتزَمَ و تَحَلّـى
وَريـدُهُ مِن دَمِ الرسالـة ارتـوى
و ضِدَّ الجَـهـل قَـرَعَ طُبول الـوَغـى
الوزرةُ ثَـوْبُـها بالـنُّصوع تَجَلّـى
وَ جُـهْـدٌ نَـقِـيٌّ مِنْ أَهْدابـِها تَـدَلّـى
نَـفْسُهُ نََزَعَتْ إلى الجزاء الأَوفى
يَترقب ضياءً يشق صَمتَ الدُّجى
و ريحاً تَجْلُـب بَدائِلاً فوق الثرى
لِـيُـغـاثَ بَـعد الـجـفـاف بِـما تَـمَـنّى
فَالحدثُ زائِـل و الدروس ستبقى
يُـقـالُ خَيرًا تَـعـمـل ، خيـرا تـلـقـى
فَماذا أنتم فاعلون يا أولي النُّـهى
إذا اسْـتَـحَـبَّ عَـنِ السَّـهْـلِ الـرُّبــى
و إلى ارتـفاعِـها اشتاقَ و تَمَـنّى
كما تشتاق الزهـور إلى قطرة الـندى .
بقلم : سـمـيـر أرســلان