أنا ظلُّكِ الحيرانُ
و يبقى الليلُ ضيفي الثَّقِيلِ
بصمتُهُ يُعانِقُني كآني ذاك الطفلُ النحيلِ
يُقنعُني بالظُّنُونِ فأرنو وحيداً ك الهزيلِ
أفتشُ بين العتماتِ عن ذاك النجمِ العليلِ
و أبقى أسيرٌ في دوامةِ الشكوكِ كظلي البديلِ
و أخلق من الماضي
البعيدِ حُلمُ السرابِ و ذكرى الرحيلِ
و صمتَهُ المتمردُ
و وجهُهُ الحيرانُ و المنحنى من الدليلِ
و صوتُهُ الأسودُ
و السُّكونُ و أنا في تيهٍ و البدرُ ك الخذولِ
و أعودُ كأمسي وحيداً عميق من الحلولِ
فتسألني الرياح من أنتَ ؟
فيجيبُ الصمتَ الذهولَ
أنا .. أنا الماضي مع سواد الليل أتيتُك أيها العزولُ
أنا الحاضرُ و سأبقى و غداً سنأكتبُ قصص الرحيلِ
فلا تسأل أنا من أكونُ
مثلك أنا بلا زمانٍ
أنا ظلك الحيرانُ
و ظنك أنا .. أنا لستُ الظنون
و لست المتمردُ بل أنا الحنونُ
أنا مثلك أيها الليل الحيرانُ
من الفتنِ أهربُ و أصوغُ نهارَ الشجونِ
و أرنُو فلا تسألني أين سأكونُ
سأبقي سرهُ الغريقُ بين أوراقي في اللا مكان
أكتبُ الصمتَ بحروفِ عُمقها يصونُ
فإذا الخاتمةُ آتتْ فقصائدي حيثُ السكونُ
يحيى فاخوري