روسيبيس
أرخت بعد غيابك ظلالها
والغيم سبح حزنا على بحرها
واستجمع النوى رمالها
فانبلجت من بلاد العز
كغزالة مصقولة القد
تتهادى كالريم
والبهاء نوَّرَ يمينها وشمالها
أصابت عن بعد
سهما في حشاشتي
سبحان الذي صور
بالحسن جمالها .
وزادني براحا
تناسق.. تناغم الأبيض
ولونُ الشفق الأصفر
قد سما بذوقها وجلالها
فلا تتهموا أحدا
إني طوعا رضيت
أن تكون ملهمتي
فكيف لا أشدو
كطير جريح بلحن
وشم في صدري نبالها .
أغار إن حضرت
سراء الناظرين
وأخاف أن أحرم وصالها
واها ثم واها من ماء
من الوجه الأسيل
و يا خوف فؤادي
منْ راءٍ أن يسرق زلالها .
إن رنت بلحظ كحيل
صرعت ذا العقل
وأسكنت عنوة
في كبد الليل هلالها
وإن تناءت
وما طرقت بابي أخبار
ولا أشعار
كيف أطلب في الوله وصالها .
يا ربُ ذاتُ الحسن
ومن الأوصاف ما جمعت
قاتلة
فاتنة
فاتكة
والقلب في هوى روسيبيس
سجين
هيهات ،هيهات
أفك من يدي أغلالها...
محمد كابي