#_صرختي_الأولى
افْتَرُ بِالْبُشْرَى ثُغُورُ قَصَائِدِي
وَتَهَلَّلَتْ مِنْهَا رُؤُوسُ مَقَاصِدِي
وَتَبَدَّلَتْ أَيَّامُهَا مِنْ عُسْرِهَا
يُسْرًا، وَهَانَ عَلَيَّ تِلْكَ شَدَائِدِي
أَقْبَلْتُ مِنْ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَفِي
يَدِي شَيْءٌ يُضاهي النُّورَ شِبْهَ فَرَاقِدِ
هَذَا لِأَنِّي قَدْ وَجَدْتُ حَلاوَةَ
الْإِيْمَانِ فِي حُبِّ طَوِيلِ السَّاعِدِ
أَحْتَاجُ أَسْبُوعًا لِدَفْنِ مَعَايِبِي
وَوَدَدْتُ أُسْبُوعًا لِبَعْثِ مَحَامِدِي
طَارَتْ يَمَامًا صَرْخَتِي الْأُولَى فَمَا
لِيَ صَرْخَةٌ أُخْرَى لِدَمْعِ زَائِدِ
خَوْفِي رَمَانِي فِي هَوَاءٍ بَارِدٍ
وَرَمَيْتُ خَوْفِي فِي ابْتِسَامٍ غَامِدِ
عُلِمْتُ أَنَّ الْحُبُّ كَالْحَبِّ الَّذِي
يَرْبُوْ عَلَى أَرْضِ الْفُؤَادِ الْوَاقِدِ
أَنَا وَالَّذِينَ مَضَوا سَوَاءٌ صَبْوَةً
فَأَنَا مَسُودٌ، وَالتَّشَوقُ سَائِدِي
لا تَرْحَمِ الْعُشَاقَ وَقْتَ بُكَائِهِمْ
فَالْعِشْقُ يَأْتِي بِالْبُكَاءِ الْبَائِدِ
أَتَعَلَّمُ الْفُصْحَى لِأَوَّلِ مَرَّةٍ
كَيْمَا أُعَبِّرَ عَنْ هُيَامِي الْعَائِدِ
نَعْيًا لِشَيْطَانِ الْفِرَاقِ فَإِنَّهُ
قَدْ مَاتَ مِنْ فَرْطِ اللِّقَاءِ الْبَارِدِ
فَالْعِشْقُ عَوْنِي وَاللقَاءُ مُسَاعِدِي
وَالْحُبُّ بَعْضُ أَقَارِبِي وَأَبَاعِدِي
الْحُبُّ يَسْتُرُ عُرْيَهُ كَي لاَ يُرَى
وَلَسَوْفَ أَكْشِفُ عُرْبَهُ بِقَصَائِدِي
الْحُبُّ لَيْسَ سِوَى صَدِيقٍ مُنْصِفٍ
يَخْتَارُ أَجْمَلَ مَا بِقَلْبٍ وَاجِدِ
فَالْآنَ يَشْرَبُنِي الْغَرَامُ كَشُرْينَا
نَخْبًا، وَيَسْكَرُ مِنْ عَبِيرِ حَصَائِدِي
وَإِذَا اسْتَضَافَتْنِي السَّمَاءُ غَمَامَةً
لَنَزَلْتُ لا بِالْمَاءِ، بَلْ بِ "عُطَارِدِ"
الْآنَ كَادَتْ أَنْ تُضِيءَ مَسَرَّتِي
وَالْجَفْنُ مِنِّي مِثْلُ جَفْنِ الزَّاهِدِ
أنَا صَالِحٌ وَالْحُبُّ مِنِّي صَالِحٌ
أَيْهَاتَ أَنْ تَجِدُوا الْهَوَى مِنْ فَاسِدِ
تَكْفِي يَدُ امْرَأَةٍ لِتَبْنِيَ رَاحَتِي
فِي وَجْهِهَا المُتَبَسِمِ الْمُتَصَاعِدِ
تَكْفِي ابْتِسَامَتُهَا لِتُخْبِرَ دَمْعَتِي
أَنَّ الْكَابَةَ لَا تَدُومُ لِوَاحِدِ
مَا زِلْتُ أَدْنُو لَوْعَةً مِنْ حُسْنِهَا
حَتَّى تَوَارَى فِي سَنَاهَا سَاعِدِي
أَحْتَاجُ فَتْحَ الْبَابِ بَابِ عَقِيدَتِي
لِأَرَى مَنِ امْتَسَكَتْ بِحَبْلٍ عَقَائِدِي
لَمَّا رَأَيْتُ جَبِيْنَهَا فَكَأَنَّهُ
بَدْرٌ تَنَفَّسَ مِنْ ظَلَامٍ رَاقِدِ
لا شَيْءَ يُشْبِهُ أَيَّ شَيْءٍ عِنْدَهَا
هِيَ وَحْدَهَا فِي حُسْنِها المُتَزَايِدِ
لا شَيْءَ يُزْعِجُنِي سِوَى مَا بَيْنَنَا
مِنْ بُعْدَةٍ ثُمَّ الْمَدَى الْمُتَبَاعِدِ
أَحْبَبْتُ قَتْلَ الْحُزْنِ.. قَبْلَ بُلُوغِهِ
فَالْحُبُّ لَا يَحْلُو بِحُزْنٍ خَالِدِ
أَحْتَاجُ عُمْرًا تَحْتَ عَيْشٍ بَارِدِ
أحْتَاجُ مِنْهَا مَا يَزِيدُ فَوَائِدِي
يَا وَرْدَةً تُهْدِي هَدَايَا كَفَهَا
لِلنَّاظِرِينَ بِعِطْرِهَا الْمُتَصَاعِدِ
يَا مَنْ هَوَاهَا غَايَتِي، وَلِقَاؤُهَا
أَمَلِي، وَحُلْوَةٌ مَا تَقُولُ مَوَارِدِي
هَلْ نَلْتَقِي بَيْنَ الدَّخُولِ" "فَحَوْمَلٍ"
أَوْ نَلْتَقِي لَيْلاً بِغُرْفَةِ وَالِدِي ؟
شعر:
مصباح الدين (نمير الشعر)
قسم الآداب والعلوم الاجتماعية، كلية التربية،
جامعة إبادن، إبادن، نيجيريا
2 التعليقات
Write التعليقاتأهلا بعزيزي العاشق
تعليقالشعر الفصيح من حبيبي نمير الشعر، لننطلق يا عزيزي لإمارة الشعر في العام القادم
تعليق