لا للكآبة البحر : الكامل
عندي من الأشجانِ ما ملأَ الفضا ما عدتُ أعلمُ أىَّ يومٍ قد مضَى
واللهوُ يبعدنا ويدنو صادمٌ في كلِّ حالٍ إذ سئمنا المُنتَضى
ها قد رأينا الشَّوكَ في أعتابنا ومشى الحفاةُ وما بهم من أغمَضَا
داسوا على قلبِ الحنونِ وما دروا أنَّ الحياءَ لجائرٍ ما أومَضَا
صبرٌ على كلِّ المصائبِ يعتلي رأسَ الشَّريفِ ومن دنا ما أعرَضَا
+++++++++َ
من ذا يسايرُ من أدامَ كآبةً وسرى إلى جهةٍ بها من أمرَضَا
وجلا بكلِّ جهالةٍ من ينطوي عن كلِّ مسئولٍ ويجبي المُحتَضَا
إنَّ القلوبَ لها شؤونٌ ما بها يخفى على عقلٍ إذا شاءَ القَضَا
ساقت لنا الأوهامُ بعدَ مودَّةٍ ما قد ينغِّصُ قلبَ مكتئبٍ نَضَا
وتشابكت أفكارُ كلِّ مهمَّشٍ والصَّبرُ أضحى من أجاويدِ الغَضَا
+++++++++
يا ربِّ إنِّي قد رجوتُ فهل أرى حُرّاً يذودُ عن الحقوِقِ إذا قَضَى
فالحقُّ قد نادى عدالةَ شاهدٍ تركت لهُ في كلِّ يومٍ مُقتَضَى
هل يهدأُ الموتُ الَّذي في جوفنا جلبَ التَّعاسةَ واستباح مُفوَّضَا
أينَ المشافي إن قضت أو دُمِّرت أخلاقُ مجتمعٍ لهُ من خضخَضَا
سُترت بكلِّ خطيئةٍ قد حُمِّلت ندماً وجاءَ التوبُ ممَّن حرَّضَا
++++++++
الخيرُ لا يفنى وكلُّ ترابطٍ عركَ الحياةَ ومن لغا قد أعرَضَا
عاشَ اكتئابٌ بالَّذين تنزَّهوا عن كلِّ بابٍ قد أعارَ المِقبَضَا
وتحرَّروا من كلِّ مجلوبٍ لهم يقضي على أملٍ كحلمٍ قد مضى
لا تسألوا عن أي همٍّ يعتري قلبَ السَّجين وعقلَهُ إذ فوَّضا
أمرَ الحياةِ لخالقٍ متفرِّدٍ بالعلمِ عن وطنٍ لهُ من قوَّضا
+++++++++
فأدامَ صوماً والصلاةُ على الَّذي لا ما استعانَ بغيرِ ربٍّ أنهضا
للخلدِ بعدَ شهادة جَعَلت لهُ وطناً بجنَّاتٍ لها من أقرضا
روحاً لخالقهِا بكلِّ محبَّةٍ قد كانَ محتسباً فضاقَ بهِ الفَضَا
هذي نهايةُ من أدامَ تأُّملاً لا لاكتئابٍ إن أفادَ مَن احتَضَى
صلُّوا على خيرِ الأنامِ وسلِّموا إنَّ الإلهَ لهُ الرِّضاوالمرتَضَى
++++++++
الأربعاء 18 جمادى الأُولى 1446 ه
20 نوفمبر 2024 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام