حاميها
بلادي حراميها
و لي تشكو مآسيها ــــــــ أواسي من يواسيها
بما فيها بلادي لا ــــــــ أرى شيئا يضاهيها
و إن عزت مراميها ــــــــ فحاميها حراميها
و ما عرفت أحبتها ــــــــ و مثلي من أعاديها
و سادتها فما عرفت ــــــــ بآهٍ من مواليها
،،،،،،
ترى في الناس أحوالا ـــــــ و أهوالا تلاقيها
ترى زمنا عجيبا لا ــــــــ يراعي من يراعيها
تراه و في مسارحه ــــــــ بأوجهه يحاكيها
و نعمتها الدنى فقدت ــــــــ و ما وجدت أساميها
و أقنعة ترى و دمى ــــــــ ترد إلى أهاليها
،،،،،،
و مفسدها يعارضها ــــــــ و مصلحها يواليها
عقاربها فقد سمعت ــــــــ فحيحا من أفاعيها
جنون الموت يأخذها ــــــــ و زهوا في تباهيها
لقاع فيه يسقطها ـــــــ كهاوية يناديها
و من فرط الأسى حبلى ـــــــ بأدمعها مآقيها
،،،،،،،
لماذا لا تصافيها ــــــــ لم الدنيا تجافيها
و تعقبها لياليها ــــــــ جميعا في تواليها
و عاصفة بها تلهو ـــــــ و لم تترك مراسيها
فلا تنجو مراكبها ــــــــ و لا حتى صواريها
عليها بالدم المسفو ـــــــ ك قد درات سواقيها
،،،،،،
و من شتى دواعيها ــــــــ فقد جفت مراعيها
فما عادت و بعد القح ـــــــ ط تسقيها غواديها
بلا شمس تواليها ــــــــ بلا قمر لياليها
و لي شرحت معانيها ـــــــ و قد منعت أغانيها
و تحرق من يناجيها ــــــــ و تغرق في دياجيها
،،،،،،
و تهوى من أعاليها ــــــــ و لا تبقي غواليها
فلم تُر من نواحيها ــــــــ و قد ذبلت أقاحيها
و ما سمعت مغانيها ــــــــ و في المرأى غوانيها
فساد في أعاديها ــــــــ و بالعدوى تعاديها
تناغي مستبدا لا ــــــــ يقاوم في تلاشيها
،،،،،،
تقوم و من مآسيها ـــــــ بلا قمم رواسيها
ترى بفم الزمان و كم ــــــــ بأحرفه يناغيها
و للقاصي و للداني ـــــــ فقد جعلت أقاصيها
و حتى من يواسيها ــــــــ فلن ينهي مآسيها
ترى الدنيا أقاصيها ـــــــ و ما زالت تقاسيها
،،،،،،
بغير الداء يوما ما ـــــــ وجدت فمن يداويها
و ما سمعت إلها في ــــــــ غوايتها يناجيها
إلى النيران و البلوا ـــــــ ء تؤخذ من نواصيها
من العصيان ما تابت ـــــــ و تغرق في معاصيها
لها في الحرب ثارات ــــــــ و ما قبلت تعازيها
،،،،،،
بها ضاعت فلسطين ـــــــ و ناحت في مناحيها
و بيروت الأبية هد ــــــــ مت ظلما ضواحيها
و بغداد التي شهدت ـــــــ على بلوى مصابيها
لمعترك بلاد الشا ـــــــ م تدخلها عواديها
ترى السودان في وجل ــــــــ على عجل يجاريها
،،،،،،
أخ الهيجاء في يمن ـــــــ و لا تخفى دواعيها
ببارقة فهل تهدي ـــــــ دمشق لها مغانيها
و كم قبل العروبة من ــــــــ نظام في مراثيها
و ماتت لم يجد منها ــــــــ حياة من نواحيها
و تعمى كيف تبصر في ـــــــ نوائبها مهاويها
،،،،،،،
و للأعداء ما صنعوا ـــــــ تفي و بمن يوافيها
بمقلتها المتون أرى ـــــــ و أسمع عن حواشيها
و لم تجهل بلادي في ــــــــ مباديها تناهيها
يجازي ربها خيرا ــــــــ بخير من يجازيها
من الأعلى لها وعيا ـــــــ يرد فمن يحابيها
،،،،،،
و كم يعلي بها روحا ـــــــ فمن يهوى تصابيها
سموات العلا سمعت ــــــــ نشيدا من أراضيها
لحد الآن معجزة ــــــــ فما صاغت أياديها
و كالعنقاء قد جعلت ـــــــ بحاضرها و ماضيها
و بالإسلام قد طابت ـــــــ و ما خابت أمانيها
،،،،،،
و ما ردت بلادي من ــــــــ يشارك في مساعيها
على سحب فهل يأتي ــــــــ مخلصها و فاديها
من المهديّ هل تلقى ــــــــ بشارتها و هاديها
إلى الإسلام لو عادت ــــــــ ستشدو في نواديها
و ليست جنة أخرى ــــــــ على الدنيا تساويها
،،،،،،،
و إن تاهت تقدر لي ـــــــ بها الدنيا و ما فيها
بلادي ما يزال بها ــــــــ فمن يرجو تعافيها
ستبقى في معانيها ــــــــ و إن سقطت مبانيها
و مهما صار سيدة ــــــــ ستبقى في معاليها
عليها الشعر قد كتبت ــــــــ و لي وهبت قوافيها
و أحرفها فكم قرأت ـــــــ و لي شرحت معانيها
،،،،،،
بقلم الشاعر حامد الشاعر