(الخيانة )
بقلمي: محمود مصطفى
...............
من كثرة ما يراه بعينه من فساد أخلاقي وانحلال مجتمعي وانحطاط للذوق العام والخاص ؛ ومايسمعه بأذنه من حكايات تنخلع لها القلوب وتشيب لها الرؤس؛ عن الخيانة؛ عزف كارم عن الزواج لسنوات، وأخيراً وبعد خوفه من فوات قطار العمر أخذ يبحث عن شريكةٍ لحياته، بمواصفات معينة أهمها الطهر والعفة والشرف والحياء ، فقال صديقه ماجد : طلبك عندي ، صديقة أختي ولولا أنها تكبرني بأعوام لطلبتها لنفسي، وبعد السؤال والتحري تأكد من صحة كلام صديقه، نعم فهي مضرب للمثل في الكمال الأخلاقي، وبعد الزواج أصبحت ثقته فيها عمياء ، لقدكانت تستحم في الظلام ، بل لقد طلبت منه أن يتخلص من كلب الحراسة لأنها تخجل من لبس الخفيف والشفاف والقصير والضيق أمام كلب الحراسة، كاد فؤاده أن يطير من الفرح ،امرأته من كوكب آخر، هذه هي فتاة أحلامه، وهدية زمانه، وكنزه الثمين ، وقام مسرعاً وتخلص من كلبه الذي رباه جرواً على يديه وأمام عينيه ،الذي ظل وفياً أميناً يحرس الدار في الليل والنهار ، وذهب به لصديقه ماجد ، وقال لأنك صديق عمري وصاحب الفضل علي وتقديراً لهديتك الثمينه التي أضاءت بيتي وحياتي وصانت شرفي ومالي ، أهدي لصديقي الوفي، كلبي الوفي ، وودعه ، لماذا الوداع؟وأين تذهب؟ قال :بحثاً عن المعيشة وطلاباً للرزق قال ماجد : تصحبك السلامة وإلى لقاء ، وتبادلا الأحضان، وسألت من عيني ماجد دموع الفراق، سافر أكرم ، وفي الطريق تذكر ، أنه نسي بعض أغراضه المهمه ،وعاد للبيت وحتى لايفزع زوجته التي تعيش بمفردها ،دخل بهدوء على أطراف أصابعه، فسمع ضحكات ليست غريبه على أذنه ، والضاحك يقول : أخيراً رحل العزول، وتخلصنا من كلبه المزعج الذي كلن يُحرّم علينا اللقاء، الآن يعيش في حرمان طاوياً على الجوع والعطش، حبسته حبسة الكلاب ،حقاً حبيبتى فكرةٌ شيطانية ، فتح أكرم الباب فوجد الوفية الشريفة العفيفة التي كانت تخجل من وضع الزينة أمام الكلب تنام عارية في أحضان كلب ، طلقها في الحال ،وطلق البلد ،وأطلق سراح كلبه ،وسافر إلى أبعد البلاد ،وفي الطريق يقول للكلب : آااااااهٍ يا كلب ؛ الجرح في القلب ، ليت صديقي الوحيد كان كلب .