الخميس، 12 ديسمبر 2024

Hiamemaloha

قمر حسناء للشاعر عماد أبو زيد

 قمر ‘‘حسناء ‘‘  - قصة - عماد ابوزيد                             ---------------------------------------


     أَذكُّرُ أَنني رأيتُ القمر على هذي الصورة لأول مرة ، وقت أن كنتُ في الجيش ؛ حيث كانت كتيبتنا فوق ربوة عالية ؛ إذ بدا لي مَهيبًا للغاية، وهو يَشبُ مُضيئًا على إحدى جنباتها . القائد في تلك الليلة وقف إلى جوارنا قبالتهِ وهو يقول : " لاتتخيلوا وهو يغمرنا بنورهِ فَرحًا بنا في أرض سيناء  ليلة 10 أكتوبر سنة 1973" ، أما اليوم فهو يُعاود إطلالتهِ  من بين أخشاب " البرجولا" ، التي تحوط بالباب الداخلي " للفيلا " ؛ فتتشكل مربعات على الأرض ، حددتُ منها تِسعًا ، وانتقيتُ ست حصوات ، ألعب بثلاث سود منها على المربعات أمام ثلاث حصوات بيض . ساعتها تناهى إلى أُذني صوتها، وخفق قلبي بشدة.

احتضنتْ وجهي بيدها ، ثم قبضتْ على يدي .

- اهدأ.

سرى الدفء في أوصالي، قالتْ:

- تلعب وحدك، دعني ألعب ُ معك. 

- لستُ وحيدًا، وأنت تسكنيني. سَلِي القمر يا حسناء عن مُناجاتي، والحمائم والعصافير عن شدوها بحبي لك. 

لعبنا (طابقين) تقاسمنا فيهما الفوز. 

- لم ألعب " السيجه " بهذا الاستمتاع، منذ الرحلة إلى مدينة القناطر معكِ.

- أنت تُباعد المسافة كثيرًا بيننا.

- لا يا أميرتي . 

- تذكر أول مرة قلتَ لي فيها أُحِبُكِ. 

- ولازلتُ أحبك، أغمضي عينيك حتى أريكِ ما أحتفظ بهِ. 

- أَلازلتَ مَجنونًا؟

- دَعَكِ من هذا، فلن أُقبلكِ بَغتة ً كما تظنين.

وبينما كنتُ أقرأ عليها أول رسالة وصلتْ إليَّ مِنها، توارتْ عن عينيَّ، وعلى الرغم من ذلك ظللت أتلوها: "شريف، أحبك، حسناء".

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :