أُحِبُّكِ
أحِبُّكِ فالهوى قدري وربّي
ولكنْ لن أكرِّرَ قهرَ قلبي
بحثتُ عن الهوى في كلِّ أرضِ
لِيأتِيَني الجوى منْ كلِّ صوبِ
أردتُ هوىً قوِيَ العزمِ حُرًا
كماْءِ سحابَةٍ صافٍ وَعذْبِ
أحقًا لم يعُدْ أملٌ لأحظى
بِعاشِقةٍ مُتيَّمةٍ كَدأْبي
أحقًا في الدُنى سقطَ الغرامُ
لذلكَ تُهْتُ في ظُلُماتِ درْبي
أُحبُّكِ إنّما قلبي كتومٌ
وأنتِ عليمَةٌ وبِدونِ ريْبِ
فلا هوَ كاشفٌ في العشْقِ أمري
ولا هوَ قادرٌ إخفاءَ حبّي
لذلكَ كُلّما أوْمأتِ نحوي
أُحِسُّ بِرعشةٍ تجتاحُ جنبي
لعلَّكِ تُدرِكينَ مدى غرامي
وحتى تشعُرينَ بسوءِ خَطْبي
فعقلي مع فؤادِيَ في صراعٍ
وبينَهُما تدورُ ضروسُ حرْبِ
فعقلي رافضٌ شَغَفي وشوْقي
وقلبي قلبُ مفتونٍ وَصَبِّ
فها العقلُ يذكُرُ كمْ تلظّى
بنارِ هوىً أتى مِنْ كلِّ ضرْبِ
وقلبي لم يزلْ شَغِفًا جهولًا
ويبحثُ في رُبى شرْقٍ وَغرْبِ
فلمْ يجِدِ التي تهواهُ صِدْقًا
أَتسْكُنُ يا تُرى أرجاءَ قُطْبِ
وأنتِ إذِ التَقيْتُكِ ذاتَ يومٍ
كأنّكِ جئْتِ لي من أرضِ غيْبِ
عِشِقْتُكِ دونما وعْيٍ وحتى
رفضْتُ ملامَ عقلي بلْ وشجْبي
وأعْرِفُ دونما شكٍّ بأنّي
أحِبُّكِ بلْ ويعرِفُ كلُّ صحْبي
أحاوِلُ جاهِدًا ألّا أراكِ
فيجْذِبُني هواكِ أشدَّ جذْبِ
ويُؤلِمُني فِراقُكِ لو لِيوْمٍ
وأخْفي لوْعتي وَأُسِرُّ ندْبي
فكيفَ بربِّ هذا الكونِ أسعى
لِكبْتِ هوىً تربَعَ فوقَ لُبّي
وكيفَ أعيشُ في شجنٍ مُقيمٍ
وإنْ داومْتِ في خلدي وقُرْبي
أُحبُّكِ رُغمَ حرماني ووَجْدي
أُحبُّكِ رُغمَ هجراني وَكَرْبي
أُحبُّكِ فاسْلَمي مِنْ كلِّ شرِّ
أيا علَمًا ويا فخرًا لِشعْبي
د. أسامه مصاروه