أشجانُ الحالمين البحر : الكامل المقطوع
جفَّت دموعُ الوصلِ حينَ تسامى قلبٌ من الإعياء شدَّ حزاما
ما كانَ من وعدٍ تباعدَ وانتهى فالموتُ فرَّقَ جمعهم وترامى
مع كلِّ فقدٍقد أدانَ بفضلِِه من للشَّهادةِ يسبقُ الأقداما
هذي حياةٌ سوفَ تنهي ما لها من كلِّ مخزونٍ أبانَ هياما
تتوارثُ الأجيالُ كلَّ خليقةٍ تسمو بشعبٍ للعلومِ أداما
وتشدُّ أزرَ مرابطٍ في أرضِه يرجو السَّلامةَ إن رأى أعلاما
أملٌ يطولُ وأشجانٌ تعاوده لا شكَّ في عقلٍ بنى أوهاما
++++++++
في كلِّ أرضٍ قد تضيعُ مكارمٌ لا عاشَ من رضيَ الجوى وتعامى
عن مدِّ أيدٍ للضَّعيفِ وسائلٍ بالخيرِ إن كالَ الزَّمانُ إداما
ويعود بالوصلِ المُميلِ لجارِهِ من كانَ يؤمنُ بالوفاءِ وساما
لن يأخذَ العبدُ الشريدُ قلامةً من أيِّ مالٍ كالهُ أعواما
حلمٌ يجولُ وعمرُهُ بتناقصٍ لا خيرَ في حلمٍ يكونُ كلاما
من كل معروفٍ تناهى للَّذي قد باتَ يُحسنُ زرعهُ فتنامى
بركاتُ ربِّ الكونِ تملأُ قلبَهُ فتهونُ دنيا قد تصيرُ قتاما
++++++++
لا تَسْهُ عن خيرٍ يُذيقُ حلاوةً مع كلِّ بذلٍ أنتَ فيهِ ملاما
فاللهُ من عونِ يعوِّضُ فاقداً في صحبةٍ تمضي تشدُّ سناما
هيَّا لنعملَ في خفاءٍ ما ارتضى ربٌّ غفورٌ يدفعُ الأسقاما
ولنا بغفرانِ الذُنوبِ محطَّةٌ عندَ الرسولِ ومن بِهِ قد هاما
صرحٌ من الأخلاقِ يهوى عزَّةً إذ صانَ عرضاً من أدامَ سلاما
والعدلُ في أكنافِ من تركَ الهوى عندَ الخصومةِ لا يُذلُّ كراما
يا ربِّ صلِّ على الحبيبِ وآلِهِ ما دامَ صبرٌ للأصيلِ أقاما
++++++++
الخميس 24 جمادى الآخرة 1446 ه
26 ديسمبر 2024 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام