قدسية الجنان عن صيد الغواني...!!!
هَجَرْتُ بِمَيْدَانِ الْمَحَبَّةِ مَرْيَمَا
وَصَرْتُ لِخَيْرِ الْخَلْقِ عَنْ ذَا مُهَيَّمَا
هَوَاهَا بِقَلْبِي كَانَ مِنْ قَبْلُ بَائِضًا
فَجَرَّفْتُهُ لَمَّا غَدَا لِيَ مُؤْلِمَا
وَثِقْتُ بِهِ إِذْ خِلْتُ فِيهِ اسْتِرَاحَتِي
فَبَدَّلَ لِي ظَهْرَ الْمِجَنِّ وَأَجْذَمَا
وَهَلْ لِيَ مِنْ ذَنْبٍ بِحُبِّي لَهَا وَقَدْ
أَذَاقَتْ فُؤَادِي فِي الْمَحَبَّةِ عَلْقَمَا
تَذَوَّقْتُ أَنْوَاعَ الْمَحَبَّةِ بَعْدَهَا
عَلَى ذَلِكَ الْمَيْدَانِ مِنْ غَيْرِ مَرْيَمَا
فَبَانَ بِأَنَّ الْأُخْرَيَاتِ أَشَدُّ فِي
حُبُوطٍ وَكَانَتْ فِي التَّحَرُّقِ أَضْرَمَا
حَصَلْتُ عَلَى خُفَّي حُنَيْنٍ بِهِنَّ فِي
بَلَاءٍ أَرَى مَا كَانَ فِي بَعْدُ أَعْظَمَا
فَأَيْأَسْتُ عَنْ جَرْعِ الْمَحَبَّةِ مُهْجَتِي
وَصَيَّرْتُهُ فِيهِ جَمَادًا مُجَسَّمَا
وَأَصْبَحَ قُدْسِيًّا وَأَصْبَحَ سَانِتًا
وَأَصْبَحَ عَنْ صَيْدِ الْغَوَانِّي مُحَرَّمَا
وَقَيَّدَ فِي حُكْمِ الْمَحَبَّةِ خُدْعَةً
وَمَا الْحُبُّ إِلَّا لِلضَّمَائِرِ مُسْقِمَا
إِلَى أَنْ جَرَى فِيهِ مَحَبَّةُ أَحْمَدٍ
وَأَضْحَى لَهَا فِي شِعْرِهِ مُتَرَجِّمَا
تَيَقَّنَ أَنَّ الْحُبَّ إِنْ كَانَ لِلْحَبِيبِ
يُحْيِي فُؤَادًا فِي الْمَحَبَّةِ رُمِّمَا
وآنَئِذٍ قَصْرِي الْمَحَبَّةَ قَيِّمٌ
عَلَى الْمُصْطَفَى بَلْ قَدْ غَدَا فِيهِ مُغْرَمَا
وَذَاقَ بِحُبِّ الْهَاشِمِيِّ حَلَاوَةً
أَنَافَتْ سَعَادَاتِ الَّذِي حَازَ دِرْهَمَا
فَأَفْدِي وِدَادَ الْغَانِيَات ِلِحُبِّهِ
وَأَفْدِي لَهُ نَفْسِي وَقَلْبِيَ وَالدِّمَا
وَلِمْ لَا أُصَلِّي فِي حَيَاتِي عَلَيْهِ إِذْ
عَلَيْهِ لَقَدْ صَّلَى الْإِلَهُ وَسَلَّمَا
لِسَانِي عَلَى ذِكْرِ النَّبِيِّ مُعَوَّدٌ
يَقُولُ وَلَوْ بَيْنَ الْمَشَاغِلِ صَلْعَمَا
أحمد التجاني أديبايو