حوار مع صديق......
تبادلت الحديث مع أحد الأصدقاء
وطالت النقاشات بيننا عن كم
يستطيع المرء أن يكون صدره
واسعاً ويكظم غيظه ولا يكون
من النافرين في حالة إنتقده
أحد .... إن الإيمان بالله لهو أكبر نعمة أنعمها الله على خلقه وأعظم جائزة وهبها الله للإنسان
لأن حسن الخلق تاج مرصع بالدر
والياقوت على رأس كل من كانت له نفس طيبة وذلك هى سر حسن السريرة ... ! أما النفور فهو
صفة العاجز الذي لا يستطيع أن يتحكم بنفسه ويعتبر النقد إهانة
له وسرعان ما يرد بشيء غير
أخلاقي ولو كان هذا النقد في
مكانه المحتوم ....! إن الهدوء
في حياة المرء لهو نعمة عظيمة
والثقة بالنفس تدل على أن الإنسان الهاديء لا بدَّ وأن يكون
صاحب ثقة بنفسه التي لا تهزها
نغمات المنتقدين .... قد نظر إليَّ
صديقي وهزَّ رأسه قائلاً من أين
أتيت بكل هذا التواضع وكيف تصبر على من نعتك باللامنتمي
لعادات أجدادك وهم ليسوا ببعيدين.... ! صمت قليلاً وكان ردي عليه ...... إنني يا صديقي
بحثت كثيرا عن الإنسان فما وجدت إلا بشرا كهيئة إنسان لذلك وجب عليَّ أن أكون متكيفا
مع خراف كنت أعيش في معتركها.....! لكنني سأبذل كل جهدي أن أسافر بعيداً وأبحث
عن ما أريد ...! أنا وجدت الإنسان حين وقفت حائرا متأملاً
في عظمة الإنسان الذي كان يمثله حجر أصم وذلك في بلد
العظماء بأثينا فعلمت أنهم حولوا
أنفسهم لحجارة لأنهم لم يجدوا
ما يشبههم كإنسان فآثروا أن يموتوا شاخصين ينظرون للبشر
وهم في جمودهم صابرين.....
الكاتب سالم المشني