قصاصاتٌ شعرية 192
مغاطسُ الظُلمة
كالكهرباءِ إذا أتت في غيرِ موعدِها...
ونحنُ بعُتمتينِ نُطبِّشُ
اغتالني فرحُ المُصادفةِ التي
في كلِّ عامٍ مرَّةً *تَتجرمشُ
سَوَّرتُ حيطاني بخيطٍ لامعٍ
فسفورُهُ وأنا بهِ أتكمَّشُ
عينايَ من فرْطِ الظلامِ كحبَّتي ...
عدسٍ وأيامَ التورُّمِ مشمشُ
كلُّ الذينَ أُحبُّهم في غفلةٍ
من دونِ أنْ أدري هنالكَ قد مشوا
وانا كفيفُ الحلْمِ لستُ أراكِ حتى
في الخيالِ... مُكَمّمٌ ومُطنَّشُ
كلُّ الليالي تزدهي في حُرقتي
والشمعُ عن طولِ المساءِ يُفتِّشُ
ذكراكَ هزَّتْ أضلعي والوجهُ مثلُ ...
رغيفِ خُبزٍ في المواقدِ ينفشُ
النصرُ المُؤجَل
وكلُّ الذينَ اليومَ قد آمنوا سوى
مع السادةِ الكفارِ لم يَغلِبوا العدا
فعجِّلْ إلهي رؤيةَ الحقِّ قائماً
لبسنا ٱنتظاراً ضاقَ عن ثوبِه المدى
_
يساريَّةٌ زارَ النسيمُ يسارَها
فألقى على كفِّ اليمينِ خضارَها
ولما رأتها الأرضُ جُنَّ جُنونُها
فغيَّرَ رُبّانُ المسارِ مدارَها !
_
عندما كانوا صغاراً مَثَّلوا
لُعبةَ الميِّتِ في لهوهِمُ
عكسوا الدورَ لِحَيٍّ حينَما
كَبِروا واللُعْبَ في جِدِّهِمُ !
_
وإذا العروبةُ لم تجدْ أحداً تُحاربُه...
تُحاربُ نفسَها ببسالةِ
ثوبُ ٱبنِ آدمَ في المدى يبلى وثوبُ...
عروبتي باقٍ بقاءَ وِراثةِ
كلُّ العوالمِ ترتقي بالعلمِ إلّا...
يَعرُبي بحهالةٍ وسَفالةِ .
_
في فرنسا لا يُسمحُ إلا بزوجة واحدة فقط
وقال لهُ : من هذهِ ؟ قال : زوجتي
ومَن هذهِ أيضاً ؟ فقالَ : صديقتي
تأسَّفَ شرْطيُّ الطريقِ لظنِّهِ
وقالَ لهُ : لا بأسَ وٱمضِ بساحتي
_
فيا ليتَ كلَّ العاشقينَ كمثلِهم
نماذجُ بالأضلاعِ والروحِ تُحْتَذى
فمن أجلِ تخفيفِ الحمولةِ قارباً
رمى زوجَهُ في البحرِ شهماّ ومُنقِذا !
_
في مجرى النهر
حضورُك من ظلي وفقدُكَ من شمسي
على فجرِهِ أصحو على حُلمِه أُمسي
ومُذْ غِبتَ غابَ العمْرُ خلفَ سرابِه
فلا أنتَ في يومي ولا أنا من أمسي
إذا نصَّفَ البرقُ السحابةَ في السما
يقولُ كلا النِصفَيْنِ عن شقِه نفسي .
_
وحجمُ رغيفِ الخبزِ أصبحَ يَصغُرُ
وللقمحِ في جنْبِ الصوامعِ بيدْرُ
لقد كانَ للغرثى يُوَسِّعُ شملَهُ
وربُّكَ رزّاقٌ يَجودُ ويُمطرُ
_
محمد علي الشعار
7/2/2025
_