[[[ندف الثلج]]]
راوغني الثلج كما تفعل الرياح بأوراق الشجر،
يتساقط حولي بهدوء،
يلامس أطراف وجهي
لكنه يهرب قبل أن ألمسه.
راوغني كما تفعل الأحلام عندما تتسلل إلى الذاكرة، فتغلق أبواب الواقع خلفها
الثلج يتناثر خفيفًا حولي كما لو كان يخفف من وقع الزمن، لكنه مع كل لحظة يزيد من فراغ الطريق. وكأن المكان يعيد ترتيب نفسه،
وكأن الثلج يخطو نيابة عني
وقفت هناك،
بين سكون الطريق وصخب الذكريات التي تتناثر مثل الثلوج نفسها، تتساقط ثم تختفي.
حاولت أن أمد يدي لإلتقاط شيء من الهدوء،
لكن الثلج سرعان ما تشتت بين أصابعي
كل شيء تغير.
الأضواء التي كانت تضيء الأرصفة أصبحت خافتة،
الظلال التي كانت تسرع عبر الطريق أصبحت باردة،
أغمضت عيني لحظة،
أفكر في مناجاة الثلج
قلت له مهلاً، لم أنتهِ بعد من سرد مفكرتي .
لكنه لم يأبه
لم يسمح لي بالكلام، تركني أهرب من نفسي.
أتأمل في الصمت،
شظايا الوقت الذي ينزلق من قارورة العمر.
الذكريات التي أضحت خيوطًا بيضاء تتناثر مع الريح.
كلما تقدمت خطوة، كان يلتهم الطريق أمامي،
يتركني في دوامة،
حيث لا أستطيع أن أجد مكانًا لأوقف فيه الزمن.
سعدية.عادل
25/02/2025