الأربعاء، 19 فبراير 2025

Hiamemaloha

لهيب الهجر للدكتور محمد خالد الأمين

 لَهِيبُ الهَجْر

قَدْ يَسْكُنُ الهَجْرُ مَنْ أَهْوَى أُسَامِرُهُ

مِنْ بَعْدِ مَا غَيّبَتْ رُوحِي سَرائِرُهُ

وَكَمْ لَهُ مِنْ فَتِيلٍ فِي الهَوى لَهَبٍ

وَكَمْ لَهُ مِنْ وِصَالٍ لا يُشَاطِرُهُ

هَجْرٌ يَرَى اللَّيْلَ مِنْ إِحْدَى نَوَافِذِهِ

فَكَيْفَ يَحْلُو بِهِ نَوْمٌ يُبَاشِرُهُ

فَإِنْ تَرَاكَمَتِ الأَسْبَابُ وَانْعَكَسَتْ

لَيْلًا ، سَتُؤْذِي وَلَا تَرْقَى مَشاعِرُهُ

كَمْ لَيْلَةٍ غُصْتُ فِي الأَحْلامِ مُرْتَجِفًا

وَالحُلمُ فِي اللَّيْلِ كَابُوسٌ يُحَاصِرُهُ

تَسْتَلْطِفُ النّوْمَ أوْقاتًا وَإِنْ هَجَدَتْ

عَيْنَاكَ مِنْ غَفْوَةٍ سُنَّتْ أَظَافِرُهُ

كُلٌّ مَنْ ذَاقَ طَعْمَ النَّوْمِ مِنْ أَرَقٍ

يَسْرِي جُنُونًا وَقَدْ ضَاعَتْ خَواطِرُهُ

إِنَّ السُّهَادَ الّذِي لَا يَسْتَحِي وَجَعًا

مَنْ يَطْلُبِ القُرْبَ تَفْتِكْهُ  بَوَاتِرُهُ

فَلَيْلَةٌ مِنْ هُجُوعٍ لَوْ مَرَرْتَ بِهَا

كَقَعْرِ جُبٍّ وَلَمْ تُحْفَرْ مَقَابِرُهُ

إِنّي وَجَدْتُ دُمُوعَ العَيْنِ مُذْرَفَةً

وَالطَّفْحُ بِالخَدّ مِنْ كُحْلٍ يُجَاوِرُهُ

فَيَا لَهُ مِنْ فُؤَادٍ كُلَّمَا ضُرِبَتْ

أَعْمَاقُهُ، نَزَفَتْ فِينَا مَعَاصِرُهُ

إِنّي كَوَيْتُ نُدُوبَ الجُرْحِ مُنْزفَةً

وَكُلُّ نَزْفٍ مِنَ الأوْصَالِ فَائِرُهُ

وَالنَّفْسُ إِنْ لَظِيَتْ بِالهَجْرِ عَنْ كَثَبٍ

كَالفَحْمِ إِنْ أَهْمَلُوا شَبَّتْ مَشَاحِرُهُ

بُعْدُ الحَبِيبِ رَبَا وَالرُّوحُ مُكْتَئِبٌ

وَالبَالُ لَا يَرْتَوِي حَتى يُعاَشِرُهُ

وَمَنْ يَكُنْ مِنْ لِسَانِ الصِّدْقِ مَنْطِقُهُ

دَامَ الوَفَاءُ وَلَوْ طَالَتْ مَآثِرُهُ

وَإِنْ رَكِبْتَ بُحُورًا فَلْتَكُنْ حَذِقا

وَاحْذَرْ هُبُوبًا فَقَدْ تُؤْذَى بَوَاخِرُهُ

د. محمد خالد الأمين

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :