السبت، 8 فبراير 2025

Hiamemaloha

فاتنة الحياة وسحر الوجود

 فاتنةُ الحياةِ و سِحرُ الوجودِ


بقلم: فؤاد زاديكى


يا فتنةَ الدّنيا و بهجةَ العيونِ، يا مَن سالتْ فيكِ أنهارُ الجَمالِ و تراقصتْ على شفتيكِ أزهارُ البَهاءِ، أيا طبيعةً تَكسُو الأرضَ حُلّةَ السّحرِ و تُرَصّعُ السّماءَ بالأنوارِ، كيف لا أهيمُ في حُبِّكِ و أنتِ ملكةُ الفصولِ و سيدةُ المشاهدِ الخلّابةِ؟


عيناكِ، أيّتها الحسناءُ، هما بُحيرتانِ صافيَتانِ تعكسُ زُرقةَ السّماءِ، و حينَ يُداعبُ النّسيمُ مَوجَتَيهِما، يتراقصُ فيهما ضوءُ القمرِ وَ هَجْسُ النّجومِ، فأذوبُ بينَ رُموشِ الموجِ وَ أُبحِرُ في سَحرِكِ الأزليِّ. أمّا خُصلاتُ شَعركِ، فهي تلكَ الغاباتُ الخَضراءُ، التي تَتمايَلُ بفعلِ الرّيحِ، و تَحْمِلُ في كُلِّ ورقةٍ مِنها سرّ الحياةِ و عبيرَ الخلودِ.


شَفتاكِ، يا مَلكةَ العِطرِ، هما زهورُ الرّبيعِ، تتفَتّحانِ معَ فجرِ الحُبِّ وَ تُرسِلانِ أنفاسًا مِن شَذى الياسمينِ وَ رَحيقِ الوَرْدِ، فإذا ما لامستهُما نَسائِمُ الصّباحِ، نَطَقَ الجَمالُ وَ هَمسَ الدّلالُ وَ تَراقَصَتِ الفَراشاتُ عَلى ضِفافِ الحُلمِ.


جَسدُكِ الفاتِنُ، أيّتها المَحبوبةُ، هو الوِهادُ وَ التّلالُ وَ الأوديةُ و السُّهولُ، يَمتَدُّ بِحَنانٍ وَ يَتَعَانَقُ فيهِ الضّياءُ معَ الظّلالِ، كأنَّهُ لوحةٌ خالدةٌ رسمَها فَنّانٌ عَاشِقٌ لِيسْكُنَها الجَمالُ الأبديُّ. و أمّا صوتُكِ، فهو زقزقةُ العصافيرِ وَ حفيفُ الأوراقِ وَ هَمْسُ الجَدَاوِلِ العَذبةِ، يَنسابُ كالماءِ النّقيِّ في صَحراءِ الرّوحِ، فَيُنعِشُها وَ يَمنَحُها حياةً جَديدةً.


كمْ أتمنّى، يا سَيدَةَ الدّنيا، أنْ أذوبَ في ألوانِكِ، أنْ أرتَشِفَ مِنْ نَدى وَجْهِكِ وَ أُعانِقَ سَحَرَ شُروقِكِ وَ غُروبِكِ، فأنتِ مَعنى الوُجودِ وَ سِرُّ الجَمالِ وَ عَطرُ الأبدِيّةِ الذي لا يَفنى.


المانيا في ٦ شباط ٢٥

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :