. ومضات قُبيل الغُرُوبِ
(الوَمِيضُ الخَامِسُ)
يا أيُّهَا الإنسَانُ ..
يَا أنا لمَّا عني وعنك يُكشف الغطاء ..
منذ أكثر من ألفِ دهرٍ ودُهُورٍ ..
منذ زمنٍ مُوغل في الماضِي البَعِيدِ حتىٰ النسيَان ..
مجندلٌ أنا علي صَخرةِ هذا العالمُ العاتِي بالشَّـقواتِ وأدواءِ البلاءِ ..
مسكُونٌ بعذابَاتِ الوُجُود والأحزان ..
على الأفق تسرِّح أشعتَهَا الشَّمسُ وأنا قبالتها مُقبلٌ في ذهولٍ من صَرِيحِ ضَلالٍ فأيناها عدالة الٱهتداءِ ..
أرومُهَا، أرنو نحوها من تشردٍ على دروبِ حصَائِرِ البَسْطَاءِ ..
من تلاشِي ٱندِثار في متاهَاتِ يَهمَاءِ الفضَاءِ ..
أفاقٌ لكأنَّهَا الأنفاقُ حيث ليس إلّا الظُّلمةُ التي يُغريهَا أنْ تتوشح أنوارًا من متوقدِ نِيرَان ..
رحيلٌ فوق اليَبَابِ والتبَابِ في كثِيفِ ضَبَاب ..
عبثا دون جدوىٰ التعلقِ بأستارِ النجوم المُتوارِيَاتِ في دوامَةِ الغبراءِ ..
مجندلُ على وَجْهِ الجَوناءِ ..
وإلى الآن لا حرِيَّةً لي البتّة راسفًا في دامِي القُيُودِ ..
في أرديةِ البُؤسِ وكهفِ الظَّلمَاء ..
إلى الآن أنا بلا حقيقةِ تحررٍ وصِدَقٍ من حقِّ عِرفان ..
بلا رُواءٍ من صفاءِ سلام .. .
من ديوان غربة الٱنتماء لمؤلفه :
المهندس فتحي فايز الخريشا
( آدم )