تعفيش
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ضَاقَ الفُؤادُ فرُحْتُ أَنْظُرُ في السَمَا
مُسْتَغْفِرَاً مُتَوَسِّلاً مُسْتَسْلِما
أَشكُو إِلى الرَحمنِ بَعضَ ظُلامَتِي
وَقَد استَفَاضَ الحَيْفُ في أَرضِ الحِمَى
وَمَضَى لُصُوصُ الدارِ فينا جَهرَةً
سَامُوا العِبادَ تَوَجُّسَاً وَتَحَكُّما
وسَطوا على أَرزاقِهِمْ وَبَغَوا فما
مِنْ رادِعٍ لَهُمُ يَكونُ مُعَلِّما
مابالُهُمْ وَالجَهلُ مَبْعَثُ فَخْرِهِمْ
لا يُحْسِنُونَ تَسامُحَاً وتَكَلُّما
فالرَأسُ مَحْشُوٌّ بِعَقْلٍ خامِلٍ
والقَلْبُ عُضوٌ قَدْ أَطاحَ بِهِ العَمَى
هُمْ مُجْرِمونَ وليسَ في يَدِهِمْ سِوى
كَسب الذُنوبِ تَجَبُّرَاً أَو مَغْنَمَا
سَلَبوا البُيوتَ بِلا ضَميرٍ وازِعٍ
فَغَدا البِناءُ كَمَا نَراهُ مُهَشَّما
يَشكو إِلى رَبِّ العِبادِ وَيَستَحي
أَنَّ ابْنَهُ مَنْ طَاحَ فيهِ مُحَطِّما
فَغَدا التُرابُ يَصيحُ مُبْتَهِلاً وَقَدْ
أَضحى مَزِيجَاً بالدِماءِ مُلَعثَمَا:
يا رَبّ لا تَتْرُكْ على أَرضِ الهُدَى
مِنهُمْ سِوى مَنْ قَدْ أَنابَ وَسلَّمَا
وَأَتاكَ يَرجو تَوبَةً مُسْتَغْفِرَاً
عَلَّ الصَلاحَ يُغِيثهُ كَيْ يَسْلَمَا
وَيُعيدَ غَرْسَ الحُبِّ في أَرْضِ التُقَى
لِيَرَى ثَرَى إِيمانِهِ قَدْ بَرْعَمَا
فَيُسَبِّحُ الرَحمَنَ يَحمدُ فَضْلَهُ
أَنْ مَنَّ بالخَيرِ العَمِيمِ وأَنْعَمَا
....................
الأربعاء 22/2/2017
من مجموعة: توقيعات على نوافذ الركام