طفَحَ الْقتلُ
طَفَحَ الْقتلُ ولا مِنْ ناصِرِ
فَعلى أيْدي عميلٍ عاهِرِ
ما لَنا نصْرٌ وَلا مِنْ داعِرِ
بلْ ولا مِنْ ماجِنٍ أوْ فاجِرِ
طَفَحَ الْقتلُ وَقوْمي يِشْخَرُ
وَبِنا ما عادَ وَيْلي يَشْعُرُ
يُقْتَلُ الأَهْلُ فهَلْ مَنْ يُبْصِرُ
أوْ على الأَقَلِّ هلْ مَنْ يَقْبُرُ
طَفحَ الْقتلُ فهلْ مَنْ يعْلَمُ
وَإذا قيلَ لَهُ لا يَفْهَمُ
فَأخي مُنْذُ دُهورٍ أبْكَمُ
وعلى أرْضِ هوانٍ يَجْثُمُ
طفَحَ الْقتلُ وَمِنّا الدّاعِمُ
فهُوَ الْكاسي وحتى الطاعٍمُ
وعلى التمْوينِ أيْضًا قائمُ
أيْنَ يا أعرابُ مِنْهُمْ حاتِمُ
طَفَحَ الْقتلُ أخي هلْ تسْمَعُ
أمْ ضحايانا هُنا لا تشْفَعُ
وَهَلِ الْهدْمُ كذا لا يُقْنِعُ
أمْ تُرانا ندَّعي إذْ نُفْجَعُ
طَفَحَ الْقتلُ وَشُلَّتْ عُزْوتي
بعدَ أنْ جُزَّتْ نواصي أُخْوَتي
وغَدَوْا يا ويْلَهمْ كالْحَذْوَةِ
أوْ جفاءً ذَهَبوا كالرَّغْوَةِ
طَفَحَ الْقتلُ ولا مِنْ عاصِمِ
مِنْ عدوٍّ غاصِبٍ أوْ ناقِمِ
هلْ سَمِعْتُمْ بِزَعيمٍ شاتِمِ
أوْ مليكٍ أوْ أميرٍ لائِمِ
طفح القتلُ وَخصْمي عادٍلُ
لا عَدُوٌّ ظالِمٌ أوْ قاتِلُ
طَلَبُ الْعَدْلِ سرابٌ باطِلُ
عِنْدَ أعْداءٍ لنا يا جاهِلُ
طَفَحَ الْقتلُ وَضاقتْ أرضُنا
وَقَضى مُنْذُ عُصورٍ عِرْضُنا
وإلى الأعْداءِ تنامى فيْضُنا
وإلى الشَّقراءِ أيضًا رَكْضُنا
طَفَحَ الْقتلُ فماتتْ أُمَّتي
أمَّةُ الْعِلْمِ وَنَبْعُ الْحِكْمَةِ
وَغَدا نَبْضُ فؤادي تُهْمَتي
وَضَميري مِنْ دواعي أَزْمَتي
طَفَحَ الْقتلُ وَخُنْتُمْ أصْلَكُمْ
وَفَقَدْتُم بانقِسامٍ صوْلَكُمْ
وأَضَعْتُمْ بانْهِزامٍ ظَلَّكُمْ
قدْ عَشِقْتُم دونَ ريبٍ ذُلَّكُمْ
طفَحَ الْقتلُ ولكنْ لمْ أَهُنْ
إنْ يَهُنْ غيْري وَأيْضًا إنْ يَخُنْ
أبَدًا لَنْ أنْحَني بلْ ألْفُ لنْ
يا أخًا لي بلْ أخًا لمْ تُكُنْ
د. أسامه مصاروه