مبصرون لكنهم عميان...!
الحق أنني أقول إن كل من حولي يتفاخرون بهذا العالم الجديد الذي لا يريدون العبث به لأنهم يرونه ذا طعم جيد وهم به سعيدون.....! هكذا يُصور لهم فكرهم بأنهم سعداء ويعيشون
في أعلى درجات الحرية.....!
لقد عشت طويلا وأنا أجوب البلاد وقد أصابني الذهول من
شدة ما رأيت من أحوال البشر
في هذه الأرض النائية الأطراف .
إن ما يُثقل كاهلي هو أن كل ما
يفعلونه ما هو إلا دخيل على هذا المجتمع فَغُسِلَت أفكاره بماء التحضّر المزيف الذي نقلناه عن
غيرنا من الشعوب.... لقد أصبحنا
لا نرى إلا على مستوى أُنوفنا والمصيبة أننا سُعداء بهذه الرؤيا
ونحن لها مستسلمون......!
إننا عندما ننظر لتفاحة ناعمة
الملمس وشكلها يُغري الآكلين
نهم سريعا لتناولها دون أن نعلم
ما بداخلها من جيوش الديدان التي هاجمتها من الداخل قبل أن تمسها أيادينا وذلك يعود
لقلة الإدراك بأنه ليس كل شيء
جميل يؤكل.....! إنني أحب كل
إنسان قال أريد التذوق قبل الأكل لأنني ربما إن أكلت مباشرة
سرعان ما يصيبني الغثيان واذهب سريعا للتقيؤ وكأنني
لم أُصِب من الطعام شيء....
إذا أردت أن أكون في القمة وجب عليَّ أن أبني لنفسي سلما أصعد عليه درجة تلو أُخرى كي أضمن لنفسي النزول مرة أخرى
ولا أبقى متعلقاً في الهواء وليس تحتي ما يعينني على الرجوع
فالمكوث في الأعلى دوما لا يعني البقاء فسرعان ما تهب عاصفة هوجاء فتسقطني إلى الهاوية وأكون قد ندمت على
التسلق دون أخذ الإعتبار من أكل التفاحة قبل فتحها......!
سالم المشني.....
فلسطين......