فيل وعقل عصفور
قَوِيُّ الساعدينِ فتىً هُمامُ
فليس لِفَرْطِ قُوَّتِه يُسامُ
إذا مسَكَ الحَديدَ بِقَبْضَتَيْهِ
يصيرُ كأنّهُ خَشبٌ هُلامُ
رأتْه جميلةٌ كالبدرِ وَجْهاً
إذا ما تَمَّ للبدرِ التَّمامُ
فظنّتْ أنَّ فيهِ مُبْتغاها
وقد عَزَّ المُرَجّى والمَرامُ
وأنَّ الساعٍدَ المفتولَ حِصْنٌ
مَنيعٌ لا يُدانيه الأنامُ
فليس يُمَسُّ منها ثَمَّ شَعْرٌ
وليستْ مِنْ مَهابَتِهَ تُرامُ
كَجَوْهَرةٍ إذا اقْتُنِيَتْ أُُقيمتْ
بأرْقى ما يكونُ لها المُقامُ
فمَنْ ذا يستطيعُ لها مَساساً
وعِندَ مُرادِها أيْدٍ جِسامُ
تُهَشِّمُ رأسَ مَنْ يَرْنو إليها
وما تَعْصى عنِ التَّكْسيرِ هامُ
ولكنْ عندما الْتَقَيا بِعِشْقٍ
وجُنَّ الحُبُّ واشتعل الهُيامُ
وعُرِّيَتِ القُلوبُ بلا سِجافٍ
إلى أنْ كالوراءِ غَدا الأَمامَ
تَبَدَّتْ بِالهَوى الأَعْماقُ جَهْراً
وجَلى كلَّ ما يَخْفى الغَرامُ
وبانَ العقلُ وهْوَ مَدارُ حُكْمٍ
تُناطُ به القِيادَةُ والزِّمامُ
أُمورُ العيشِ مَرْجِعُها إليه
وبينَ يَدَيْه عَرْضٌ واحْتَكامُ
فإنْ يكُ عقلُ مَنْ أهْوى صَغيراً
فهل تُغْني سَواعِدُه العِظامُ
لأنَّ الرَّأْيَ أقْوى مِنْ زُنودٍ
وأنفَعُ حينَ يَحْتَدِمُ الخِصامُ
فلا يَغْرُرْكِ في الأجْسام فيلٌ
إذا ما العقلُ عُصفورٌ و خامُ
م.نواف عبد العزيز
أبو عبادة
١٧/٢/٢٠٢٥