لغتنا
صارت لغة الضاد و العروبة
نداء يتيم في سماء فارغة
صراخ وراء حائط الصوت
في الشفاه ضمأ يكسو الغروب
و بين الأنامل أقلام جافة
صمت يحاكي عثرات الليل
القصيدة على كرسي الرفض
تبحث عن خيوط البلاغة
غارقة في وحل الركاكة
فقدت قواعد الصرف و الحياكة
غابت فينا عذوبة اللسان
غابت نشوة الفصاحة و البيان
أين نحن من صحيح الكلام
قصائدنا تحكي الأسى
دموع و هموم تبلل الأوراق
عتاب و لوم و فراق ......
و لحن عقيم لا يطاق.....
أين تعابير كانت تخترق الظلام
يوم كان الحرف صناعة
لا يحتاج وشم و لا طباعة
حولوه سلعة و بضاعة
صار موتا فوق ورق حزين
ضاع الحرف و تكسرت المعاني
أين صهوة الحبر و الأقلام
غاب شجو الحمام
صوت البلابل و السنابل
يوم كان الحرف له لسان
يحول البياض إلى ألوان
لغة غابت فيها القواعد
ففيما تفيد كثرة المعاهد
عيب أن يتكسر عمود التواصل
عكاز النطق و التفاعل
زمن اختلط فيه الفعل و الفاعل
اختفى الرمز بين النقط و الفواصل
لم نعد نعرف كيف ننطق و نكتب
ماذا نشكل و ماذا نعرب
ماتت الكلمة في الأفواه
غاب النعت و المنعوت
فقدت معناها فقدت الاتجاه
مقاهينا...أسواقنا..مطاعمنا
جداراتنا تحمل كلام غريب
لافتات و تعبير رهيب
فرضت مكانها في وطن
صارت هي الأصل و الكل غريب
و رغما عنا نراها نقرأها و نبتسم
حتى لا يقال أننا لا نعرف
حتى لا يقال أننا شعب متخلف.....
ادريس العمراني